اليمن: تحرير مدينة تعز لا يقل أهمية عن العاصمة صنعاء

- ‎فيأخبار اليمن

تخوض قوات المقاومة والجيش الوطني الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي معارك عنيفة لفك الحصار عن محافظة تعز، وتحقق تقدما نوعيا بشكل يومي في العديد من الجبهات رغم الامكانيات العسكرية المتواضعة.
وقالت مصادر ميدانية لـ«القدس العربي» ان «قوات المقاومة والجيش الوطني تخوض معركة كسر العظم ضد ميليشيا الانقلابيين الحوثيين والمخلوع علي صالح، لفك الحصار عن مدينة تعز وتحرير كافة المناطق المحيطة بها التي تسيطر عليها الميليشيا الانقلابية، مستقوية بأكثر من 7 ألوية عسكرية من الجيش السابق الموالي للمخلوع علي صالح والذي حوّله ـ للأسف ـ إلى أداة بيد الميليشيا الحوثية، للسيطرة على مقدرات الدولة».
وأوضحت أن انكسار شوكة الانقلابيين في محيط مدينة تعز أمام صلابة قوات الشرعية وصمودها لقرابة العام والنصف، أجبر الميليشيا الانقلابية على الهروب بعيدا عن الطوق الأمني لقوات الشرعية الذي يحيط مدينة تعز بسياج قوي والذي لم تستطع قوات الانقلابيين اختراقه في محاولاتها المستميتة للسيطرة على المدينة، وفتح جبهات في الأرياف التابعة والمحيطة بمدينة تعز بعيدة، في محاولة منها للالتفاف على قوات المقاومة والجيش الوطني من الخلف، بعد أن خسرت العديد من المواقع العسكرية الهامة المطلة والمحيطة بمدينة تعز.
وكانت معركة تحرير طريق الضباب المحوري من ميليشيا الانقلابيين، مؤشرا قويا على تحقيق مكاسب عسكرية حقيقية على الأرض لقوات المقاومة والجيش الوطني والتقدم خطوات للأمام في المسار العسكري بعد توقف دام عدة شهور إثر الهدنة التي رافقت مباحثات السلام اليمنية في الكويت لنحو 3 أشهر والتي وصلت إلى طريق مسدود، إثر رفض الانقلابيين لكل مشاريع الحل السلمي.
إلى ذلك تواصلت المواجهات المسلحة بين قوات المقاومة والجيش الوطني من جهة وميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، أمس في أكثر من جبهة في أرياف محافظة تعز ومحيط مدينتها، حيث دارت مواجهات عنيفة في تبة حلبة عشملة في منطقة مقبنة، غربي المدينة، اثر هجوم للميليشيا الحوثية على المنطقة في محاولة منها للتقدم نحو جبل النبيع عشملة والذي تتمركز فيه قوات المقاومة والجيش الوطني الموالي للشرعية.
وذكرت مصادر عسكرية أن اشتباكات دارت أيضا حول تبة الخزان في منطقة الاحكوم جنوب شرق مدينة تعز في محاولة من قوات الشرعية للسيطرة عليه، بعد أن تمركزت فيه ميليشيا الانقلابيين.
وأشارت إلى أن في الوقت الذي تخوض فيه قوات المقاومة والجيش الوطني مواجهات شديدة في مناطق الأرياف بتعز، تواصل أيضا مواجهاتها المسلحة ضد المواقع العسكرية التي تتمركز فيها قوات الانقلابيين في مداخل مدينة تعز، ضمن خطط قوات الشرعية لفك الحصار التدريجي عن مدينة تعز.
وكشفت المصادر الميدانية عن سقوط 21 قتيلا على الأقل من ميليشيا الحوثي و7 من قوات المقاومة والجيش الوطني وإصابة نحو 25 آخرين من الطرفين، في المواجهات التي دارت خلال اليومين الماضيين في محيط مدينة تعز.
وقال مسؤول سياسي فضّل عدم الكشف عن هويته لـ«القدس العربي» ان محافظة تعز تخوض معركة مصيرية لا تقل أهمية عن معركة تحرير العاصمة صنعاء، نظرا لموقعها الجغرافي في خاصرة اليمن، والتي أفشلت معاركها العديد من مشاريع الانقلابيين، وفي مقدمتها المشروع الانفصالي، ومشروع النهضة الثقافية والسياسية للبلاد، حيث لعب أبناء هذه المحافظة دورا هاما في مختلف المنعطفات السياسية وفي النهضة الثقافية والاقتصادية في اليمن خلال الحقبة الأخيرة، وكان شبابها النواة الأولى لاشتعال ثورة 2011 ضد نظام المخلوع علي صالح، والقوة الفاعلة أيضا في مقاومة التمدد الحوثي الانقلابي الذي اجتاح الكثير من مناطق اليمن، منذ منتصف العام 2014.
وأوضح أن الأهمية الجغرافية للمحافظة ولكثافتها السكانية، التي تعد الأكبر في اليمن، وللأدوار التي لعبها أبناؤها في العديد من المراحل، جعلها تضرب ضريبة عالية وفواتير الحرب من دماء أبنائها وخراب ديارها طوال فترة السنة والنصف الماضية.
ورغم أن محافظة تعز كانت تعد المدينة الأكثر سلمية ومدنية في اليمن بعد محافظة عدن، غير أن ضرورات الواقع أجبرت أبناءها على حمل السلاح للدفاع عنها ومقارعة التمدد الانقلابي الذي انقض على كل مقدرات الدولة في مناطق الشمال وهجّر قسرا السلطة الشرعية من البلاد.
ولعبت محافظة تعز مع بعض المحافظات الأخرى وفي مقدمتها مأرب وعدن دورا مهما في الاحتفاظ بموطئ قدم للشرعية الدستورية على الأرض بقيادة الرئيس هادي والدفاع عنها وإثبات وجودها على الأرض حتى قلبت المعادلة وغيرت موازين القوى على الأرض، رغم الضخ الهائل للمقاتلين من قبل ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح إلى المحافظة من أجل كسر شوكتها وإخضاعها لسلطتهم الانقلابية، ولكنها فاجأتهم بصمودها الأسطوري طوال الفترة الماضية، في حين كان المخلوع صالح لا يعطي لها بالا من الناحية العسكرية وكان يراهن بأنه سيقودها بطقمين عسكريين، وفقا لمقربين منه.

‏مقتل طفل سعودي جنوبي المملكة بمقذوف عسكري من اليمن

لقي طفل سعودي مصرعه وأصيب 4 آخرون، إثر سقوط مقذوف عسكري من الأراضي اليمنية على نجران جنوبي المملكة.
وقال الدفاع المدني السعودي في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر « إن فرقه بنجران باشرت «سقوط مقذوف عسكري من الأراضي اليمنية نتج عنه وفاة طفل سعودي وإصابة آخر وثلاثة مقيمين تم نقلهم للعلاج».
ولم تحدد السلطات السعودية، هوية الجهة التي أطلقت المقذوف، لكن الشريط الحدودي يشهد معارك متصاعدة بين الحوثيين والجيــش السعودي منذ أسابيع، بعد انهـيار هدنة قادها زعمـــاء قبليون في مارس/آذار الماضي، وأثمرت عن تهـــدئة وتـــبادل للأسرى ونزع لمئات الألغام.
ويعد هذا أول قتيل يسقط في السعودية، بعدما كشف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، من الرياض، الخميس الماضي، عن مبادرة لحل الأزمة في اليمن، تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيين، مع انسحابهم من صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة في اليمن إلى طرف ثالث (لم يحدده).
وتصاعدت المعارك في معظم الجبهات اليمنية، منذ 6 أغسطس/آب الجاري، بالتزامن مع تعليق مشاورات السلام التي أقيمت في الكويت، بين الحكومة، من جهة، و«الحوثيين» وحزب المؤتمر الشعبي العام/ جناح صالح، من جهة أخرى، بعد استمرارها لأكثر من ثلاثة أشهر، دون اختراق جدار الأزمة، وإيقاف النزاع المتصاعد في البلاد منذ العام الماضي.