ليلة سقوط العاصمة

- ‎فيكتابات

مثل غيره من المتطرفين  ، قد لا يلوم الحوثي نفسه أبدا بِمَا فعل منذ انطلاقة الرصاصة الأولى في 2004 مرورا باجتياح صنعاء، وحتى النهاية التي لن تكون بأي حال لصالح جماعته  ، مهما طال الزمن وتبدلت الأحوال..فمستقبل اليمن ليس حوثيا ولا أصوليا بأي حال..

من الملام ، إذن ..؟  أو من الذي يجب أن يلوم نفسه في سقوط عاصمة البلاد بيد مليشيا دينية  متطرفة ..؟ إنهم أولئك الذين خُدعوا .. والذين تواطؤوا .. والذين تعاونوا .. والذين استبشروا أيضا ..

ولكن هل كانت صنعاء بخير عشية اجتياحها..؟ الحقيقة ، لا… فقد كانت موبوءة بالفساد الكبير الذي عشعش فيها منذ عقود، وكانت تعاني من تناقضات الساسة الصغار وصراعاتهم وأحقادهم..  حصلت محاولات لتجاوز أحداث 2011 ..واقتربنا من تحقيق نتائج.. وكان هناك الحوار الوطني .. غير ان جيوش الظلام كانت تنسج في الخفاء كلما من شأنه إعاقة أي أي توافق ..وكانت هناك قابلية وفرصة وتهيؤ لنجاح جيوش الظلام فيما أرادت  ..  وكان مطيتها الحوثي.. وفي الحكاية  تفاصيل كثير ..

والحوثي يقترب من صنعاء، كان كثيرون يقدرون أنه لن يقتحمها حتى ولو وجد أبوابها مشرعة ، فهي في النهاية  صنعاء عاصمة البلاد وفيها كل اليمن..والحوثي ومن معه لا يمثلون  إلا قليلا من اليمن .. ثم إن الفرص كانت متاحة بأن يأخد الحوثي مكانا ودورا ونصيبا مناسبا، دون قتال..

 قبل الإجتياح كان الحوثي يقول : من يقول إننا سنفتحم صنعاء..؟ من يزعم ذلك  .؟ هذا هراء وهذا زيف ..

  في النهاية فهم الحوثي أنه لن يجد مقاومة تذكر ، فقرر الإقتحام .. وَغير مهم بالطبع ما سيقال عنه بأنه مخادع وناكث للعهود وناقض للوعود .. وغير مهم أن يتسبب الإجتياح المشؤوم في كارثة وطنية غير مسبوقة ونكبة تاريخية لا مثيل لها، تعيشها اليمن اليوم ، ومنذ ثلاث سنوات، وإلى حين للأسف ..

كان الحوثي يرفع شعارات  من قبيل محاربة الفساد، وإلغاء الزيادة في سعر المشتقات ، ومواجهة  القوى التقليدية ..! ودعك عن زيف دعاوى محاربة الفساد ، وذريعة حكاية سعر المشتقات،  لكن لا  شيء يدعو الى الإستجهان مثل أن يرفع الحوثيون شعار محاربة القوى التقليدية .. يرفعون  ذلك وكأنهم حركة إنسانية عصرية منفتحة  ذات منطلقات حداثية تقدمية..وكأنهم ليسو أصحاب الولاية والوصية والأحقية العنصرية..

بعد ثلاث سنوات من الكارثة ، كيف ينظر الجميع إلى كارثة اجْتَياح الحوثي للعاصمة .. ؟

لا شك أن المتواطئين ، والمتخاذلين والمستبشرين بسذاجة ، يعضون الآن أصابع الندم ..

أما الحوثيون فهم يحتفلون بالكارثة التي حلت  بالشعب اليمني، ويزعمون إنما قاموا به هي ثورة ..!