ثورة 26 سبتمبر الخالدة تجمعنا في العالم كلّه

- ‎فيكتابات

نعلم جيدًا أن أول مَن أشعل ثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة، هي تلك الفئة التي نالت قسطها من المعرفة والثقافة، إلى جانب عدد من العسكريين والمدنيين بتعدد انتماءاتهم ومناطقهم.
وطبيعي أن تلك الطليعة الثائرة المثقفة كانت قد خرجت عن طوق الظلام، واجتازت حدود القمع والقهر والجهل، وتلقت المعرفة وامتزجت داخل مكونات بشرية أخرى، ما شكّل لها وعيًا جديدًا مختلفًا، سيما بعد أن هالها البون الشاسع بين البلدان وبلدها الذي أنهكته الإمامة المستبدة باسم الله والحق الذي لا يُنازع، ولنا في رموز وطنية عديدة أمثال الدكتور عبدالرحمن البيضاني و عبدالغني مطهر، الدليل الواضح على ريادة تلك العقول النيّرة المدبّرة، والواضعة خطط إنجاح الثورة الخالدة.
وكذا، من تلك الطليعة الثائرة، المغتربون عن بلدهم بسبب الحكم المستبد القامع، إذ عادوا يحملون في صدورهم جذوة التغيير وإرادة العيش بكرامة وحرية، وكان لهم تاريخهم الناصع المشع، امثال المناضل الشهيد علي أحمد ناصر عنتر وغيره من الثائرين الأبطال الذين أبلوا بلاءً حسناً إثر عودتهم من المهجر، ودافعوا عن ثورتي 14 اكتوبر و26 سبتمبر الخالدتين في شطري الوطن الجريح أنذاك.
لعل من المهم في هذا السياق الإشارة إليه، أنه قبل انظلاع ثورة 26 سبتمبر، أقيمت فعاليات وطنية قام بها بعض الطلبة الدارسين في الخارج، تمثلت بمظاهرات مُنَاوئة لحكم الامامة الكهنوتي، وبدورها فقد لفتت أنظار العالم إلى الواقع المأساوي المفروض على حياة اليمنيين آنذاك.
من هنا بدأ العالم يدرك ويتابع ويعي أهمية احتياج البلد لأبنائه في كل الظروف. و فعلاً كان منهم الكثير ممن دافعو عن الثورة حين عودتهم.
ومن هنا وفي سياق ذكرى سبتمبر، أبعث برسالتي إلى كل الزملاء الدارسين، وكل المغتربين داعيًا أن نحيي ذكرى الثورة الخالدة، وأن نحيي دم أولئك الأبطال الشهداء في أوردتنا، ليبقى اليقين في داخلنا بمخاطر الكهنوت ومنهجيتة المتخلفة، ويبقى إصرارنا على تغييبه خارج التاريخ والزمان والمكان، وتبقى يقظتنا أن عودته بحلته الجديدة، لن تدوم طويلا، ما دام نبض الوطن ودفىء ال 26 سبتمبر في عروق الإنسان اليمني بطول اليمن وعرضها.
وكذا، ليعلم العالم أكثر أن اليمنيين قد نحتوا من دمائهم ولحومهم جمهوريتهم، ولا تفريط في ما قبضه الوطن من ثمن لتلك الدماء الزكية والأرواح الغالية.
فلنلتقي جميعاً دون استثناء على عمل فعاليات إحتفالية وأن بإمكانيات متواضعة، كلاً في منطقته و مدينته، تستدعى إليها شخصيات مرموقة لها تاريخها النضالي الملهم.
نعم دعونا نجتمع لنرى راية الوطن ثلاثية الألوان، ترفرف أمامنا، ونتغنى بوطننا مع النشيد السابح في دمائنا وعيوننا، ونُسمع الدنيا صوت العزة والفخر والكرامة.
سنوحد كلمة الصف اليمني في الخارج، ونعطي درسًا مهمًا في الوطنية والإخاء والمحبة، ما كان له أن يعطى بعد ٥٥ عامًا، لولا ما حدث، وما حدث يجرح القلب ويدمي الكلام.
سنقوم بعمل الأمسيات الثقافية، احتفاءً بالثورة الخالدة، ونقيم العروض على الشاشات، إن لم تكن على المنصات أو الميادين بكل اللغات التي نعيشها في بلدانها.فهناك الكثير من المبدعين والشعراء والأكاديميين والمثقفين والفنيين في المونتاج والعمل التصويري والدرامي والإعلام الالكتروني.
دعونا نعرّف الجميع بتضحيات ونضالات أجدادنا السبتمبريين والأكتوبريين، ونعرف الجميع برفضنا لكل أشكال الهيمنة والاستبداد في بلدنا.
لن نكتفي بحمل هم وطننا الجريح ومعاناته، في مثل هذه الظروف فقط، بل لابد ان نحمل روح التفاؤل والعمل معاً، لتوطيدها بيننا، وأن نؤمن إيمانًا عميقًا بخلود الثورات التي تغير حياة الشعوب إلى الأجمل والأكمل.