كيف يساند مبعوث الأمم المتحدة القتلة فى اليمن؟

- ‎فيكتابات

أكد المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي أنه لم يعد لدى الانقلابيين في اليمن من أمل سوى في المشاورات المرتقبة التي دعت إليها الأمم المتحدة وأكد عليها مجلس الأمن الدولي الذي عقد الجمعة جلسة مشاورات خاصة بشأن الوضع في اليمن، وأثنى خلالها على موافقة الحكومة على الذهاب إلى هذه المشاورات، ونظر إليها اليمنيون المتحمسون لدولة القانون والمواطنة بأنها مكافأة غير مستحقة للقتلة.

وكتب التميمي فى مقال بموقع “عربي 21” تحت عنوان “ولد الشيخ في مهمة لاسناد القتلة” يقول: في تلك الجلسة قدم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن تقريرا مثيرا للإحباط، بدا خلاله وكأنه يحاول إنقاذ مهمته، لكنه اختار الطريق الخطأ بتشبثه بفكرة المشاورات التي يجب أن تجري بين الحكومة وبين الانقلابيين، الذين سبق وأن قوضوا عملية الانتقال السلمي للسلطة في اليمن، بعد أن شارفت على النهاية وكادت تصنع أنموذجا متميزا للانتقال في بلد مضطرب مثل اليمن، وعبروا أكثر من مرة عن رفضهم لمرتكزاتها وفي المقدمة اتفاق المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني.

وأشار الكاتب إلى أنه بدا الأمر من طرف المبعوث الدولي وكأنه إصرار على مكافأة الانقلابيين على جرم ارتكبوه بحق اليمن واليمنيين، ولهذا تجنب حتى الإشارة إلى قوات المخلوع صالح ومليشيا الحوثي عندما تطرق إلى الوضع في مدينة تعز وما تتعرض له من حصار ، ولم يتحدث بإنصاف عن جريمة الإبادة التي ارتكبتها المليشيا بحق سكان تعز الأربعاء الماضي وراح ضحيتها نحو ثلاثين شهيدا وأكثر من تسعين مصابا.

وأكد أن الانقلابيون خسروا كل المعارك الاستراتجية التي خاضوها حتى الآن في عدن وقاعدة العند وباب المندب وأخيرا في مأرب، ولم يقرر بعد التحالف العربي التدخل في مدينة تعز، وإلا لكان قد حسم المعركة بأيسر كلفة، خصوصا وأن المقاومة في تعز لا تحتاج سوى إلى تحديث أدواتها القتالية من الأسلحة وخصوصا المضادة للدروع، بعد أن نجحت في دحر مليشيات المخلوع صالح والحوثي المسلحة، من المدينة ودفعت بها إلى الأطراف حيث تتركز في المعسكرات التابعة للجيش السابق وتقوم بقصفها عشوائيا على مدار الساعة.

وتابع الكاتب ياسين التميمي: لجأ الانقلابيون إلى آخر أسلحتهم الاستراتيجية وهي الحشد على أساس جهوي وطائفي عبر ما يسمى بميثاق الشرف القبلي، وفي الأثناء يطوفون على القرى والتجمعات القبلية لجمع التوقيعات، تحسبا لمعركة استعادة صنعاء، التي يبدو أنها وشيكة وكل الاستعدادات المتخذة في مأرب حتى الآن تؤكد على ذلك، وأملهم بالتأكيد إعاقة تقدم المقاومة والقوات الحكومية والعربية باتجاه بكل الوسائل المتاحة

وأعرب عن اعتقاده أن التحشيد القبلي سيستطيع الذود عن صنعاء لأسباب عدة هو أن المحيط القبلي للعاصمة فقد الحماس، وبات أكثر وعيا من ذي قبل بخطورة المجازفة بالبقاء رهنا للنزعات الشريرة لقادة الحلف الانقلابي، ويبدو أنه استفاد أيضا درسا مهما من المعارك التي جرت مؤخرا، حيث مُني الحلف الانقلابي بهزائم ثقيلة وتكبد معها خسائر بشرية هائلة.

ورأى التميمي أنه لا شيء يفت من عضد المجتمعات القبلية من غياب العائد المادي الذي يمكن جنيه من الحرب، ودروس المعارك السابقة أثبتت أن القبائل خسرت أعدادا كبيرة من أبنائها، ولم تجن شيئا من وراء هذه الحرب وليس هناك أمل في أن تجني أي مكاسب مادية في المستقبل.

وأشار إلى أنه لم يعد الخطر كامنا في نزعة الشر التي يعبر عنها حلف استعادة السلطة بل في هذه الحالة من عدم وضوح الرؤية والانتهازية التي يمارسها المجتمع الدولي في تعاطيه مع الأزمة اليمنية، خصوصا وأنه فرط بفرصة تاريخية نادرة لاحت لليمنيين وكادت أن تنقلهم إلى وضع يستحقونه بعد كل هذا العناء، فعل المجتمع الدولي  ذلك جريا وراء أولوياته في مكافحة الإرهاب، الذي لا يراه اليمنيون سوى في أداتهم الطائفية الشريرة: الحوثيين