الضالع.. جرائم حوثية وصمت دولي

- ‎فيكتابات

حرباً أشعلها الحوثيون وسط اليمن، تدور رحاها في الضالع، تحصد أرواح الناس يومياً في أبشع صورها، وتدمر القرى والمدن، ولا تختلف فيها المأساة الإنسانية عن غيرها من المناطق التي يحتج بها دعاة حقوق الإنسان والمجتمع الدولي للضغط لوقف الحرب ويصمتون عنها هنا.

يحشد لها الحوثيون الآلاف من البشر بمن فيهم الأطفال في حملات تعبوية لا تتوقف، ويستخدمون فيها كثافة نارية غير مسبوقة، ورمايات صاروخية ومدفعية عشوائية ودرونات على نحو ما يطلق عليه الأرض المحروقة. يقابله صمود، وتصدٍ، ودحر، وهجوم معاكس، وانتصارات وتضحيات غالية.

لا يجب أن تبقى هذه الحرب مهملة، وعلى هامش الحياة اليومية، على النحو الذي تبدو فيه وكأنها معارك هامشية، فيما تعد حتى الآن أهم وأخطر ما شهدته هذه الحرب من محطات التصدي للمشروع الانقلابي العنصري الحوثي الذي يحاول أن يتمدد عبر فجوات، ومناورات، وتقديرات محسوبة بحسابات خاطئة.

في هذه المنطقة في وسط اليمن، التي اختارها الحوثي ليكسر فيها مقاومة مشروعه الغبي، لا بد أن يتم وأد هذا المشروع بروح كفاحية، ترتحل في الوطن، ويرتحل فيها الوطن من أقصاه إلى أقصاه.. وهو ما أثبتته وقائع المواجهة، ومجرى الأحداث، ومستوى التضحيات حتى اليوم.

لنتذكر..

القيمة الحقيقية لهذه التضحيات التي لقنت المليشيات الحوثية درساً في استيعاب معنى أن تتطاول على الوطن بالمفهوم الذي يضعها كحركة عنصرية خارج قيمه الأصيلة.

لنتذكر..

أن هناك معركة كبرى أشعلت في قلب الاصطفاف المقاوم بامتداده الأوسع، بعد أن توقفت الميمنة والميسرة.. واختراق القلب في استراتيجيات الحروب يعني الانهيار.

لنتذكر..

أن الانتصار أو الهزيمة هنا لهما ما بعدهما من نتائج وتداعيات لن تتوقف عند حدود بعينها، وفي هذه اللحظات التاريخية وحدها يمكن تدارك ما يجب أن نتجنبه من نتائج مترتبة على أي تهميش للموقف مما تسجله الأرض هنا من وقائع بمستوى ما تختزنه من كرامة.

لتذهب كل الحسابات الغلط إلى الجحيم حينما يصبح دعم المعركة هنا اختبارا حقيقيا لمواجهة هذا المشروع الكارثة.