كل ما تريد معرفته عن الظاهرة الفلكية المبهرة “الثقب الأسود”

- ‎فيمنوعات

أعلن فريق علمي دولي، الأربعاء 10 أبريل/نيسان 2019، تحقيق إنجاز في مجال الفيزياء الفلكية بالتقاط أول صورة على الإطلاق تخص الثقب الأسود باستخدام شبكة عالمية من أجهزة التلسكوب، وهو ما يتيح فرصة لفهمٍ أفضل لهذه «الوحوش السماوية» التي تتمتع بقوة جاذبية هائلة لا يفلت منها أي جسم أو ضوء.

وأجرى هذا البحث مشروع «إيفنت هورايزون تلسكوب»، وهو مشروع دولي مشترك بدأ عام 2012، محاولاً رصد بيئة الثقب الأسود باستخدام شبكة عالمية من أجهزة التلسكوب المتمركزة على الأرض.

صحيفة The New York Times الأمريكية أجابت في تقرير لها، عن عدة تساؤلات متعلقة بالظاهرة الفلكية الفريدة.

ما هو الثقب الأسود؟

الثقوب السوداء هي أجسام كثيفة جداً لدرجة أنَّه لا يوجد شيء يمكنه الهروب من جاذبيتها، ولا حتى الضوء. وقد جرى التنبؤ بها عبر معادلات نظرية ألبرت أينشتاين للنسبية العامة، حين حلَّها الفيزيائي الألماني كارل شوارزشيلد في عام 1915. وتلك النظرية تنسب الجاذبية إلى انبعاج المكان والزمان بالمادة والطاقة، مثلما تنبعج المرتبة تحت شخصٍ نائم عليها.

وما أدهَش أينشتاين هو أنَّ المعادلات أشارت إلى أنه عندما تتركز كمية كبيرة من المادة أو الطاقة في مكان واحد، يمكن أن ينهار الزمان ويحبس المادة والضوء إلى الأبد. وصحيحٌ أنَّ هذه الفكرة لم تنل إعجاب أينشتاين، لكنَّ العلماء أجمعوا في الوقت الحاضر على أنَّ الكون مليء بالثقوب السوداء التي تنتظر شيئاً ما يسقط فيها. وعديد من هذه الثقوب تعد بمنزلة شواهد قبور لنجومٍ أحرقت وقودها وانهارت. بينما يكمن البعض الآخر، الذي يتجاوز حجمه حجم الشمس بملايين أو مليارات المرات، في مراكز المجرات.

لماذا يريد العلماء التقاط صور للثقوب السوداء؟

ستوفر الصور الفعلية تأكيداً أخيراً مدوياً لفكرةٍ مقلقة جداً لدرجة أنَّ أينشتاين، الذي اكتُشِفَت الثقوب السوداء بفضل معادلاته، كان يكره قبولها.

إذ يعتقد علماء الفيزياء الفلكية أنَّ الثقوب السوداء الهائلة هي المحركات التي تولد الطاقات الهائلة للنجوم الزائفة وغيرها من النوى المجرية المتفجرة. فالغاز فائق السخونة يدور حول الثقب، مثل الماء حول البالوعة، ويُجبر على الخروج من الجانبين في صورة موقدٍ كوني هائل. ومن الممكن أن تُظهِر الصور كيفية سير تلك العملية.

أين توجد هذه الثقوب السوداء؟

يقع أحد تلك الأجسام التي درسها علماء الفلك، والمعروفة باسم الرامي A*، في مركز مجرة ​​درب التبانة، مدفوناً في أعماق الغبار والغاز بين النجوم. وتعادل كتلته 4.1 مليون شمس اختفت من الكون المرئي.

بينما يقع ثقبٌ آخر في مركز مجرة ميسييه 87، وهي مجرة ​​إهليلجية عملاقة في كوكبة العذراء لديها انبعاثات نفاثة من الطاقة تنطلق منها منذ نحو 5 آلاف سنة ضوئية.

كيف يكون شكل الثقب الأسود؟

قد يكون دائرياً أو بيضاوياً أو شكلاً آخر تماماً، اعتماداً على ما إذا كانت تدور، أو إذا كانت معادلات أينشتاين التي وصفته خاطئة بعض الشيء، أو إذا كان ينفث توهجاتٍ من الطاقة، وهي الطريقة التي تُصدِر بها النجوم الزائفة توهجاتٍ نارية مرئية عبر الكون.

كيف كان العلماء يحاولون التقاط صورة لثقبٍ أسود؟

ظهرت الصور بعد عامين شهدا تحليلاً حاسوبياً للقطاتٍ رصدتها شبكة من الهوائيات الراديوية تسمى Event Horizon Telescope. وإجمالاً، رصدت ثمانية مراصد راديوية موزَّعة على ستة جبال وأربع قارات ثقوباً سوداء في كوكبتي الرامي والعذراء رصداً متقطعاً طوال 10 أيام في أبريل/نيسان من عام 2017.