بعد العميد “الأبارة”.. ريمة تقدم عميداً آخر في سبيل استعادة الدولة

- ‎فيكتابات

/كتب/عبدالعزيز غالب/

هكذا هي التضحيات الجسيمة لا تأتي إلا من أجل الوطن وفي سبيله.. وريمة الأبية كانت معطاءة في هذا الحقل ولم تبخل على الوطن او تهادن بل دفعت بخيرة ابنائها إلى ميادين الشرف والبطولة ورمت الأعداء بفلذات أكبادها إيمانا منها بحق الوطن في الحرية والعيش الكريم.
على مدى ثلاث سنوات ظلت هذه المحافظة تنزف في جبهات الوطن المتعددة وظل أبنائها على مساحتها الجغرافية الواسعة يتلقون أنباء استشهاد ابنائهم واقربائهم ومحبيهم وهم يذودون عن شرف وعرض اليمنيين كافة، ويتسابقون زمرا إلى ميادين التضحيات رغبة وحبا للوطن وعشقا للحرية والعدالة، ينطلقون الى المعارك وهم يحلمون بوطن يسوده الأمن والتسامح في ظل دولة العدل والمساواة، يلهجون بلسان واحد وقلب متزر بالإيمان “تحيا الجمهورية اليمنية”.
ويستمر هذا العطاء دون كلل أو تراجع وتتواصل التضحيات تلو التضحيات منهم بمعنويات عالية وعزيمة قتالية لا تلين وإرادة صلبة تكسرت على جنباتها أحلام وطموحات شرذمة الإمامة والكهنوت الذين أرادوا لوطننا وشعبنا أن يعود إلى عصور العبودية والاستبداد غير مدركين أننا قد تجاوزنا هذه الحقبة المقيتة يوم السادس والعشرين من سبتمبر المجيد الذي انتصر لإرادة الشعب والأمة واجهز على مخططات الإمامة الطائفية وعنصريتها البائدة.
اليوم ترجل فارس آخر من فرسان ريمة الخير والسلام، ترجل وهو يصول ويجول في ميدان المعركة، يلقن العدو كؤوس الموت والذلة.. ترجل بعد أن تجرع على يديه اذناب المجوس كؤوس المنية في مختلف الجبهات في تعز ونهم وميدي وغيرها من جبهات الوطن.. ترجل عن فرس المجد والبطولة في جبهة الساحل الغربي في يوم هو من أفضل ايام الله، يوم الجمعة الذي اختاره الله لهذا البطل ليلقاه فيه مقبلاً في سبيله غير مدبر، يقاتل بعزيمة الرجال الصناديد فلول الامامة واعداء الوطن ودعاة الجهل والظلامية… فكما ترجل له رفيق من قبل هو العميد أحمد يحي الابارة ورفاقه الميامين اليوم يترجل ابن ريمة العميد عبدالغني الشبلي وهو يقود كتيبة المهام الخاصة في الحديدة، والذي يعد حسب شهادات الكثيرين من الضباط الاوائل الذين هبوا للدفاع عن الجمهورية وانحازوا لشرعية الوطن ضد مغتصبيه القادمين من كهوف مران.
العميد الشبلي لحق اليوم الجمعة برفاق سبقوه في مضمار الحرية من أبناء الوطن عامة وريمة خاصة ممن كان لهم شرف التضحية بأرواحهم ودمائهم في سبيل عدالة القضية التي رأوا في الدفاع عنها قداسة ترقى الى مصافي قداسة الدفاع عن الدين والحرمات الالهية.
لحق الشبلي بالرفيق الأعلى وبرفاقه الأحرار الذين سبقوه واصطفوا اليوم حتما لاستقباله عند من أكرم عباده الشهداء بالحياة والرزق فقال تعالى “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون” صدق الله العظيم.
لن تذهب تضحيات الابطال المغاوير سدى بل ستكون حافزاً ودافعا تتجدد به عزيمة المقاتلين وتصبح دمائهم الزكية وقودا يشعلون بها الاسود معاركهم ومشاعل يستضيئ بها الثوار في محافل الانتصارات للجمهورية واليمن الاتحادي على اذناب المجوس وقتلة النساء والاطفال وهُدام المنازل ودور العبادة.
نؤمن أن النصر قادم وان الفجر آن له أن ينبلج وأن الشمس تكاد ان تضرب بأشعتها جدران الظلام فالقاعدة الكونية تقتضي ان بعد الظلام نور وبعد الليل يسطع النهار، وقد طال ليلنا وانقضت ساعاته المظلمة وبتنا على موعد مع فجر يوم جديد ونحن ننشد تراتيل من سيمفونيات الشاعر البردوني:

أفقنا على فجر يوم صبي فيا ضحوات المنى إطربي
أتدرين، يا شمس ماذا جرى؟ سلبنا الدجى فجرنا المختبي !
أضأنا المدى ، قبل أن تستشف رؤى الفجر ، أخيلة الكوكب
فولّى زمان ، كعرض البغي وأشرق عهد ، كقلب النبّي
طلعنا ندلّي الضحى ذات يوم ونهتف : يا شمس لا تغربي