قضية “خاشقجي” وُظفت للنيل من المملكة وعزلها عن محيطها العربي والاسلامي

- ‎فيكتابات

كتب/ عبدالعزيز غالب/

استطاعت قضية اختفاء ووفاة الصحفي السعودي جمال خاشقجي أن تأخذ حيزاً كبيراً في اهتمام الصحافة العربية والعالمية وأن تستحوذ على عناوين كبرى وكالات الانباء والصحف العالمية، فلا يكاد موقع أو صحيفة تنشر خبراً إلا وكانت قضية “خاشقجي” في الصدارة، فضلا عن التحركات الدبلوماسية وتدخلات رؤساء وزعماء دول عظماء وصولاً الى أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

هناك الألاف من البشر يموتون ويختفون عن الحياة كل يوم في معظم أنحاء العالم، عشرات الألاف تقتلهم الآلة العسكرية أو الجوع أو المؤامرات أو العصابات والمليشيات، لكن لا أحد يلتفت إليهم أو يتطرق الى ذكرهم بالرغم أنهم بشر أيضاً كم هو في حالة الصحفي “خاشقجي”.

لكن المفارقات الحاصلة بين موت شخص واحد وموت الألاف من غيره هي ما تصنعه السياسة القذرة في استغلال القضايا والمواقف لتمرير أجندات وملفات عالقة وابتزاز أطراف أخرى بأساليب ماكرة وخبيثة عبر تصيد أخطاء قد تحدث في أي مكان من العالم، إلا أن مكان وزمن حدوثها هو الذي يصنع هذا الفارق.

قضية خاشقجي حدثت في زمن ومكان له أبعاد وحسابات مختلفة وكان بمثابة الهدية الربانية التي أرسلها لأعداء المملكة العربية السعودية للنيل منها وهز مكانتها كقوة عربية وإسلامية لها مواقف مشرفة مع أشقائها وجيرانها وحتى مع اصدقائها الذين وجدوا في قضية خاشقجي سيفاً اعتقدوا أنهم سيسلطونه على رقبة أرض الحرميين لتحقيق مزيداً من المكاسب اللامشروعة، معتقدين أنها ستنحني وتسلم بالأمر الواقع الذي أرادوا أن يفرضوه عليها.

تابعت المملكة قضية وفاة أحد مواطنيها من أول يوم وعملت بتمهل على جمع الحقائق والأدلة المتعلقة بملابسات الجريمة حتى استوفت كل شيء وقطعات الطريق بعد ذلك على المتربصين بها وقالت بكل شفافية هؤلاء هم المتهمون وسيتم احالتهم إلى القضاء لينالوا عقابهم وفقاً لعدالة الشريعة الإسلامية.

استمرت المملكة ما يقرب من 18 يوما لتقول كلمتها الفصل في هذه القضية لسببين رئيسين الأول فتح تحقيق مستقل جمعت من خلاله الأدلة الجنائية المتعلقة بالجريمة بكل هدوء والثاني أرادات أن تعرف الصديق من العدو، فأدركت أن المؤامرة كبيرة وأنها تجاوزت مداها ولابد من الوقوف في وجه العاصفة بثبات وقوة فأعلنت للعالم وبكل شفافية نتائج التحقيقات التي شملت حتى أقرب المقربين من هرم السلطة وهذا بحد ذاته يحسب للمملكة لا عليها.

قضية وفاة خاشقجي خطأ استخباراتي والقضاء السعودي هو من يمتلك قول الكلمة الفصل في هذا، وتوظيفها بهذا الشكل الغير مبرر للنيل من سيادة المملكة العربية السعودية مرفوض بكل المقاييس ومن يحاولون النفخ فيها سيدركون عواقبها حينما تنفجر في وجوههم، وستتلاشى سريعاً لأنها ليست قضية فرضت نفسها كمأساة إنسانية، وانما قضية صنعت هالتها المصالح الدولية والمماحكات السياسية لتحقيق اهداف وغايات تنتهي بانتهائها.

من زرعوا الفتنة بين الاشقاء في دول الخليج العربي هم اليوم من يدقون الاسفين بين المملكة ومحيطها العربي والإسلامي باستغلال مقتل وفاة أحد مواطنيها على أرض هي في القانوي الدولي والأعراف الدبلوماسية خاضعة للسيادة السعودية ما يعطي الحق فقط للقضاء السعودي وحدة البت في هذه القضية، لكن كما أسلفنا حسابات ومصالح واجندات قذرة ترسو على شاطئ هذه القضية بعد أن رمت بشباكها في اعماقها تنتظر ما تصطاده بخبث ولؤم شديدين.