لماذا هدد غريفيت اليمنيين ؟!

- ‎فيكتابات

كتب/مصطفى المنصوري

لن يكون حال المبعوث الاممي الثالث أحسن حال من المبعوثين السابقين  بن عمر وولد الشيخ وكلا الاثنين صرعهما الملف اليمني بلا أدنى رحمة، في عهد غريفيث تكاد الأمور تكون  أكثر تأزم رغم وان كلا الأطراف مرهقه ، الإطار الذي يسعى نحو استكماله للمفاوضات القادمة ينطلق من أساس خطير أساسه انه ( صراع الفرقاء) ، هذا الأمر يطرح تميز هذا المبعوث بفجاجة الطرح كون الأمر بعيدا عن توصيف الواقع بتجرد وحيادية ، الأصل لم يكن مطلقا الحوثيين والشرعيين واحدا فافترقا ، على علات الشرعية التي لا تحصى إلا أنها بالمطلق لم تتفق مع ممارسات وتطلعات وأهداف الحوثيين ، على علات الشرعية التي لا تحصى إلا أنها استطاعت منع انزلاق اليمن  بعيدا عن عروبته واستقراره ، لقاء قيادات حوثيه بحسن نصر الله يعكس خطورة أين كانت تتجه اليمن ، الفرقاء في الأصل اختلاف في فرع من أصل ثابت ولا أصل ثابت بالمطلق يجمع أنصار الله وأنصار الشرعية .

غريفيث أكثر مبعوث أممي يتنقل بين العواصم إلا انه اسقط كثير من أوراق الملف ، هذا الرجل تأثر بالملف السوري مما جعله يسقط واقع سوريا على اليمن ، حقيقة الأمر أن هناك مشروع تجسد في تحركات غريفيث فوضع أنصار الله في مكان عليا ، عندما تتحول مدينة الحديدة وميناءها إلى أكثر المواقع خطورة على السلم المستدام ومركز جباية قصم ظهور التجار والمواطنين مما حدا بالكثيرين ترك المدينة واليمن برمتها وأوقفوا نشاطاتهم التجارية هنا يتضح أن الأمر ليس فيه سيادة ستنتقص من حق اليمن بقدر أن سيادة اليمن تذهب بعيدا عنها بهذه الممارسات ، من انجازات غريفيث انه سعى بسرعة خيالية في إيقاف القوات الوطنية من نزع ميناء الحديدية من مخالب أنصار الله بل أن الأمم المتحدة رفضت أن تشرف على الميناء مطلقا ليتأسس من ذلك  استساغة (  فرقاء ) غريفيث وضرورة تقاسم السلطة معهم  .

صرح غريفيث سابقا لصحيفة الشرق الأوسط أن أي مفاوضات قادمة ستؤسس لوقف الحرب ولن تؤسس لسلام دائم ، هذا الأمر بالضرورة يكاد أن يكون حقيقة لان الأمر ينطلق في الأساس من إيصال المساعدات الإنسانية وهذا الأمر سيتحقق عبر وقف القتال وتشكيل حكومة انتقالية متزامنا مع تسليم السلاح من جميع الجهات المقاتلة بينما  إيجاد مشروع سياسي جامع ما بعد هذه الخطوات سيكون في عداد المستحيل لان المشكل اليمني في أساسه هو مشكل صراع نفوذ ويعد امتداد للصراع الدائر في المنطقة برمتها . 

لا يمكن للمبعوث الاممي توسيع دائرة المشاركة في المشاورات القادمة لاعتبارات كثيرة أهمها أن الصراع دائر في الأساس بين رئيس شرعي يجب أن يعود حاكما على صنعاء وانقلابيين يجب عليهم تسليم السلاح ، مجافاة  واقع الحرب الذي افرز معطيات غير قابلة للإقصاء ومنها قضية الجنوب  سيمعن في عدم إيقاف جذوة النار ، ليس بمقدور هادي أن يعيد الجنوبيين من أراضي الشمال ، وليس بمقدور غريفيث إزاحة هادي ، ولن توجه الأمم المتحدة طلقة واحدة باتجاه القادمين من مران نحو  كل الأرجاء وبأيديهم معاول خصصت للمختلفين معهم ، والنار القريبة من السعودية والخليج أولى أن تطفئ وتتحول إلى هشيم في الداخل اليمني للسلام الدائم .

 قد يكون غريفيث محقا بوعيده وهو بوعيده لا يخرج عن هذه المقولة أنا أو من خلفي الطوفان وذلك عندما صرح أن فشل جنيف القادم معناه أن صنعاء  ستسير كما تسير سوريا ، ونحن أيضا لن نكون بعيدين عن الحق إذا قلنا أن إستجرار غريفيث لخارطة كيري مع تعديلات طفيفة لن تجلب سلام دائم ، قد نتجه في طريق شبيه لسوريا لكن بعيدا عن كل الإفرازات المريرة على الأرض السورية .