الدولة اليمنية المفقودة والمخطوفة ؟!!

- ‎فيكتابات

الكل هنا يتحدث عن عدم وجود دولة يمنية قوية امنيا واقتصاديا وعسكريا وثقافيا وتعليميا ومجتمعيا وهذا كلام وطبيعي ومنطقي ويلامس جذور الحقيقة ومن حق اي مواطن ان يعبر عما يراه مناسبا وان كان خطاء او صواب وهنا تبدو الأسباب كثيرة ومتعددة الوجوه وأهمها الإنسان اليمني أينما حل لأنه لم يشكل سياج متين وقوي لحماية مصالحة الوطنية ولو بنسبة مئوية معقولة من حيث التعليم والثقافة او يوجد نفسه في دائرة  المشاركة الفعلية في إدارة شئون الوطن ويقول للمتطفلين الذين افقدوا الدولة اليمنية مكانتها  وخطفوها وهي في ربيعها الأول وفي وضح النهار قفوا إمامكم خطوط حمراء تجاوزها خطر ..

هذا جانب اما الجوانب الأخرى كان هناك تعمد مقصود وفعلي على   وضع ورسم سياسة التجهيل والتجويع لكل أبناء الشعب في الشمال اليمني وان تأخذ هذه السياسة حيز كبير من التدمير في  وسط المجتمع اليمني بكل شرائحه وحتى تظل القبيلة العفنة المتخلفة العاهرة سياسيا وثقافيا واجتماعيا هي المهيمن ومن يسيطر ويدير شئون اليمن مع  إيقاف اي عملية تطور او تقدم لكل إشكال مناحي الحياة في اليمن وظلت العجلة تدور في فراغ متنامي إعلامي مقيت يصور الحالة للشعب بانها تسير إلى الأفضل وان وسائل التطور تتقدم علميا مع العلم بان التعليم  الثانوي  والجامعي جاء متاخر كثيرا ولو لا مساعدة الأشقاء في دولة الكويت لما كان حدثت نقلة تعليمية في عموم المدن الرئيسة على  الأرض اليمنية حيث حظت بتقدير والاهتمام الكبير من قبل الشعب اليمني في الشمال ..

وان كان امر التجهيل والتعتيم لم يأتي من فراغ لكنه جزء من سياسة الإمام  وأسرة بيت حميد الدين الخبيثة والتركة الثقيلة التي تركوها خلفهم ولكي يظلوا يخمموا اليمن وهم في قبورهم وهذا بالفعل ماحدث وحتى المعاناة تكتنف صروح اليمن بمختلف مستوياتها ..

 للأسف لقد طردوا إمام واحد وجاءوا بمليون إمام وهنا وجدت عوامل التعرية المتعددة لعرقلة حركة سبتمبر المجيدة إقليميا حتى وأدت في مهدها وعربيا ودولية قوى ظهرت حيث دعمت هذا الخط الأكثر عتمة وسواد وقدمت فتات المساعدات العينية وأكثرت من المساعدات المادية والمالية وهي الأهم كانت في نظر المشايخ والعقال الطامعين من عصابات الفساد والإفساد ثروة خفية وغير منظورة او هناك من يحاسبهم عليها تم من خلالها تدمير مبادئ أهداف حركة سبتمبر  1962 واليمن معا والتي  حولوها إلى محل إطماع ونهب لكن هذا يعود الى من ثبتهم وهندمهم ولبسهم البدلة وربطة العنق وجعلت منهم حكاما في  صورة ثورة وجمهورية ولكن هم في الحقيقة  أماميون إلى الثمالة ومليون في الإلف وأكثر عمالة من الإمامة نفسها وأصبح اليمن  مرهون على تلك القوى وتحت الوصايا التي اطرحته ارضا مريضا منهكا  الإحساس والشعور عقلا وجسما وروحا بطش نهب سلب  ارتزاق قتل إعداد مطابخ أزمات يتم تشكيلها وما بتوافق مع كل  مشهد وحدث وموقع .

وظل الحال من المحال برغم خروج فئة بسيطة مما استفادوا من التعليم كانوا في الداخل او ممن ابتعثوا للخارج كانوا من العسكريون او بقية التخصصات الأخرى ومع فتح جامعة صنعاء  والكليات العسكرية ظهرت بعض المتغيرات السياسية والاجتماعية وتخرجت قيادات من كل الفئات تسيدت على بعض المواقع الهامة والحساسة في رأس القرار وان كانت مرحلة وسطية فقط لم  يكتب لها النجاح او السير في طريق التغيير بداية بحركة القاضي الارياني وإلحاقا بانقلاب الرئيس الحمدي وانتهائها بمرحلة المخلوع  المرحوم المجرم علي عبد الله صالح وتتميما بالرئيس هادي الذي كسر المعبد على رؤوس الجميع شمالا وجنوبا  وهنا تأتي الحركة  الوحيدة التي قادت اليمن الى النور نوعا ما هي انقلاب الرئيس ابراهيم الحمدي الذي أعاد ليمن وزنه وثقله لأنه جاء من رحم المؤسسة العسكرية ومن معاناة شعب بأكمله كان عنده تطلعات  كبيرة ومشاريع تطوير منعشة لكل ارض الشمال اليمني وكان فعلا قد واجه عتاولة البلطجة ومصاصي دماء الشعب اليمني وأقام أسس النظام والقانون وإنشاء طبقة من الشباب المثقف والمتعلم  وجعلهم يشاركون في البناء والتعمير لليمن وخرج خروجا ملموسا عن سياسية المألوف للقبيلة والطائفة  والحركات الدينية المتعصبة التي تتلقى تعليمتها ودعمها المادي والمعنوي من جهات إقليمية ودولية عربية وعالمية معروفة وكانت الشقيقة الكبرى السعودية  والجارة المقربة هي من تقدم كل الالتزامات لهولاء القوم المشكلين وهذه حقيقة لامفر منها حيث وصلت ترسل مدرسيها لكل المراحل  من الابتدائية وحتى الثانوية في اليمن وفتحت جامعاتها في المملكة لطلبة الشمال لتدريس الشريعة الوهابية والفتاوى العصبية المتطرفة التي انعكست إضرارها سلبا فيما بعد عليها مؤخرا وما الإجراءات الأخيرة لولي العهد السعودي الا دليل قاطع على تقليم دور الدعاة المتطرفون في اتجاه التعصب والتعنت الغلو الذي ادى الى القتل داخل المملكة وخارجها ووضعهم في السجون عقابا لهم وفقا للإعمال الاحرامية التي ارتكبوها داخل السعودية وخارجها ..

نعود الى اليمن هذا الكلام لن يعجب الكثيرون ونحن ندرك ذلك جيدا لكن الحقيقة يجب تعلن للملاءة ويعرفها الجميع وتنشر عن كل لسان وهناك من اكتوى بنار التطرف والكهنتة إجراء جاء في وقته وطال الكل مهما كان نوعها او حجم دعمها او الدرجة التي وصلت اليها او نسبة النجاحات التي حققتها لقد كشفت اوراق كثيرة تشير الى ان بعض الأنظمة العربية والإقليمية والدولية  متورطة في تعاملها مع هذه الأفكار والحركات وانها وصلت الى ان تكاشف نفسها بنفسها حتى وصل الإعلان عن مخوناتها عن طريق الإعلام والمحلي الرسمي والمستقل وعن طريق القنوات الفضائية المملوكة لأنظمة في الدول أنفة الذكر ..

طبعا هذه الإعمال أفقدت كثير من حركات التحرر العربية والإسلامية كثير من الحركة نحو رسم سياسات متقدمة في مجال العلاقات الدولية مع العالم وفتح المجالات التنموية والتطويرية  للشعوب وهنا في اليمن ضربت بكل قوة ووأدت عن طرق كثيرة قتل تهميش إقصاء زعزعت للحالة الأمنية عدم استخراج الثروة عدم السماح بتكوين الشخصية اليمنية العربية الفذة وهنا تم قتل الرئيس ابراهيم الحمدي الذي كان فيه ينطوي الأمل الوحيد لإنقاذ اليمن أرضا وشعبا وثروة وهوية وتخلصه من تحت يد براثن الوساخة والاستهداف والسيطرة والتجهيل لكن ايادي الغدر   والخيانة ودولارات وريالات المنطقة كانت السباقة إلى دفنته ومع كل مشاريعه وتطلعاته في عزومة خادعة كانوا رموزها من اعز الناس اليه في الثقة والقيادة ادت بحياته وحياة أخوه وكل افراد طقمه في يوم ناصع السواد ثم وصلت  العدوى الى الجنوب حيث  تم قتل الرئيس سالم ربيع علي ( سالمين ) وتحميله نصف  المسئولية والنصف الأخر تحملوه في العام  1986 الذين قادوا المؤامرة وعندما شعروا بخطورة افشال مشروعهم الخياني واتضح لهم بأن الرئيسين سالمين والحمدي كانوا يشكلوا  مشروعين متكاملين للإنقاذ في الشمال وفي الجنوب والمنطقة كلها ..

هنا.لم تكن دولة موجودة ذات سيادة كاملة لا في الشمال ولا في الجنوب حيث كانت أساليب التأمر والخدع والمكر هي من تدير أمور الدولة المفقودة والكركيس هم يركبوا الموجة ولما جاءات صحوة الضمير وصفوة العقول تسير نحو التغير واستعادة الدولة وبناء المستقبل لليمن تحركت سلاحف المؤامرة وقضت على زحف رجال الوطن والوطنية وهامات وقامات التغيير السياسي والعسكري والاقتصادي المنشود وإرساء قواعد للنظام والقانون من أبناء اليمن ومن اجل الإنسان كان في الشمال او في الجنوب وهذا ما كان لقوى الشر الإقليمية والدولية والعربية تنويه وترفضه حتى يومنا هذا .

نحن لقد تعايشنا مع الكثيرون ممن تقلدوا السلطة كانوا في الشمال او في الجنوب جميعا لم يكونوا حائزون على وسام الشرف القومي في الوطنية الحقيقي الكل كانوا أدوات زائفة مقلدة طائعة  للمشروع ألاستقطابي المناطقي الطامع الى السلطة فقط  دون إبداء اي رأي معارض او حتى لهم موقف محايد لان المصير  معروف نقاط الاجتثاث محددة وحتى الذين هربوا مع تبخر الاونات وتفجر اااوضاع ولولا خروجهم  في الوقت المناسب ودون  إشعار من أسيادهم اليوم سنجدهم يرجون من الله البعث وقدهم عظام نخرة ومع هذا لم يستفيدوا او يتعضوا من الماضي ومن ماسيه وحتى اللحظة لايزالون يلعبوا بالنار وكان الأمور لاتعنيهم والوطن في الشمال والجنوب يحترق وهم ينفخون في شعلة النار غير مباليون بالنتائج لأنهم يعيشون خارج لعبة الدمار متى يكون الخلاص من مرتزقة هذا الزمن ويصبح الوطن خالي من هولاء القوم الغجر وتتنفس الأرض والشعب الصعداء ؟!!! .