الجيش العراقي يقترب من ساعة الصفر لمعركة تلعفر لانتزاعها من قبضة "داعش"

- ‎فيعربي ودولي

تعد القوات العراقية العدة للزحف نحو مدينة تلعفر، التي تبعد 40 كلم عن الموصل من جهة الغرب، وانتزاعها من قبضة تنظيم “داعش”، وسط توقعات بأن يكون الانتصار فيها سهلا وسريعا، فيما بحث رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، مع الهيئة القيادية لاتحاد القوى الوطنية تصحيح مسار العمل السياسي في العراق، “وفق رؤية وطنية مشتركة”.

وقال قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري، إن القوات العراقية المشتركة أنهت استعداداتها، وتنتظر الأوامر من القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي لتنفيذ الهجوم. وقدر القائد العسكري العراقي، عدد عناصر داعش في تلعفر بنحو 1500 إلى 2000، يعانون الإجهاد ومعنويات “في الحضيض”، لا سيما بعد الضربة الموجعة التي تلقاها التنظيم في الموصل.

ورجح الجبوري أن تكون المعركة تلعفر سهلة مقارنة بتلك التي خاضتها القوات العراقية في مدينة الموصل، فـ “العدو منهك بشكل كبير ومحاصر منذ فترة طويلة، ويتلقى ضربات يوميا بالليل وبالنهار”، سواء من قبل القوات الجوية العراقية أو التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وحسب اللواء، فإن عوامل كثيرة تصب في صالح القوات العراقية، منها أن تضاريس المنطقة تسمح بتقدم الدبابات والمدرعات في عمق المدينة، كما أن عدد المدنيين داخلها قليل، ما يعني أن داعش لن يتمكن من اعتماد استراتيجية الاحتماء بالمدنيين لإبطاء تقدم القوات. وأفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار، الثلاثاء، بأن قنبلة صوتية انفجرت على دورية للحشد العشائري في مدينة هيت غرب المحافظة.

وقال المصدر، إن “قنبلة صوتية انفجرت في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين، على دورية للحشد العشائري في منطقة حي الإطفاء وسط قضاء هيت، ( 70كم غرب الرمادي)”. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “الانفجار لم يوقع أي خسائر مادية او بشرية بصفوف مقاتلي العشائري الذين كانوا متواجدين بالدورية”. ويذكر أن مدينة هيت تشهد بين الحين والأخر خروقات امنية، فيما تقتل تلك القوات انتحاريين من داعش غالبا ما يتسللون إلى المدينة عبر الصحراء.

وتصاعدت مؤخراً دعوات سكان الموصل للتحرك أمنياً، بحثاً عن رفات الضحايا ألقيت جثثهم في حفرة “الخسفة” جنوب الموصل، التي تعتبر أكبر مقبرة جماعية لتنظيم “داعش”. وأشار عضو مجلس الموصل، زهير الجبوري إلى عدم اهتمام الحكومة بالبحث عن رفات ضحايا تنظيم داعش في حفرة “الخسفة” التي تضم رفات الآلاف من أبناء المحافظة”. واعتبر أن ذلك دليل على أن “البعض يعتبرون الدم العراقي رخيصاً، ولا يستحق الاهتمام”.

ولفت إلى أن “أهالي الضحايا يريدون استلام جثث قتلاهم لدفنها، كما أن هناك الكثير من الاستحقاقات الشرعية والقانونية كالميراث والرواتب وغيرها، لعائلات الضحايا متوقفة على العثور على جثثهم، لذا لا يجوز ترك هذا الموضوع”.

وعبر الجبوري عن يأسه من عدم استجابة الأجهزة الحكومية لمطالباته المتكررة بالتحرك في هذه القضية، مما دفعه إلى طرح الموضوع على ممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية الذين يزورون الموصل، آملاً أن “يتحركوا في هذا الموضوع مراعاة لجوانب إنسانية يقدرونها أفضل من الحكومة العراقية”.

وحسب ما أكد علي البدراني، وهو من سكان الموصل فإن “عناصر داعش، كانوا يستخدمون حفرة الخسفة كمقبرة جماعية للناس الذين يقتلونهم، حيث يلقونهم فيها للتخلص من جثثهم”. وبين أن “الضحايا الذين تم القاؤهم في هذه الحفرة، أغلبهم من منتسبي الأجهزة الأمنية السابقين، إضافة إلى الذين يقرر التنظيم اعدامهم لمختلف الأسباب”. وأكد أن “الكثير من أهالي الضحايا والمفقودين يطالبون الحكومة المحلية بالعمل على إخراج رفات الضحايا من الخسفة وتسليمهم إلى أهلهم”.

وأوضح أن “عناصر الدولة حاولوا أن يطمروا الحفرة عند اقتراب القوات الحكومية من الموصل لاخفاء جرائمهم، فالقوا فيها، كرفانات كبيرة ثم محتويات شاحنات كبيرة من الأنقاض والأتربة في محاولة لإغلاقها، ولكن كل تلك المواد اختفت في الحفرة التي ظلت مفتوحة حتى الآن. ولذا قام التنظيم بزرع ألغام حولها لمنع أي أحد من الوصول اليها لاحقاً”. ووفق المصدر “الخسفة”، “حفرة عميقة قديمة لا قرار لها ومساحة فتحتها حوالي 35 مترا، مبيناً أن موقع الحفرة في منطقة صحراوية قرب قرية العذبة (8 كيلو جنوب الموصل)، ويمكن الوصول إليها عبر طريق ترابي تسير السيارة فيه لمدة نصف ساعة.

وكانت الألغام الأرضية التي زرعها تنظيم داعش، تسببت في مقتل صحافي و3 عناصر في 25 من شباط/ فبراير الماضي، عندما حاولوا الوصول إلى الحفرة لمعرفة ما يوجد فيها. وطبقاً لتقرير صادر عن منظمة “هيومن رايتس ووتش”، فإن “تنظيم داعش ” أعدم آلاف المحتجزين ودفن جثثهم في مقبرة جماعية تعّد الأكبر من نوعها في موقع قريب من الموصل”.

ومن القتلى، حسب التقرير “أفراد من قوات الأمن العراقية، رميت جثثهم في حفرة طبيعية في موقع يُعرف باسم الخسفة”.  واعتبر التقرير أن “هذه المقبرة الجماعية هي رمز لإجرام تنظيم داعش وسلوكه المنحط، إنها جريمة هائلة، ووضع ألغام أرضية في المقبرة هو محاولة واضحة من الدولة، لإلحاق أكبر ضرر ممكن بالعراقيين”.

ولم تباشر الفرق المختصة التابعة للسلطات الرسمية، حتى الآن برفع رفات القتلى من المقبرة الجماعية، لأن المنطقة مزروعة بالألغام والعبوات الناسفة، مما يمنع الفرق المختصة البدء بأعمال رفع الجثث، وفق ما ذكرت مصادر أمنية.

ويأتي الحديث عن حفرة “الخسفة” لدى سكان الموصل، ضمن مساعي البحث عن رفات ضحايا التنظيم الذي أعدم الآلاف من المدنيين، إضافة إلى البحث عن المفقودين الذين لا يعرف أحد مصيرهم، وما يترتب على ذلك من حقوق والتزامات شرعية وقانونية، فضلاً عن الجوانب الانسانية. وبحث رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، مع الهيئة القيادية لاتحاد القوى الوطنية تصحيح مسار العمل السياسي في العراق “وفق رؤية وطنية مشتركة”. وأفاد المكتب الإعلامي للجبوري في بيان إطلع “العرب اليوم” ، بأن “سليم الجبوري استقبل أعضاء الهيئة القيادية في حزب اتحاد القوى الوطنية”.

وأضاف أنه “جرى خلال اللقاء مناقشة مجمل الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق، والانتصارات التي حققتها قواتنا الأمنية، وضرورة استمرار دعمها ومساندتها لتحرير بقية المناطق”. وتابع البيان أن “الاجتماع تناول بالبحث مستجدات الخارطة السياسية وتطورات التحالفات المستقبلية”. ومضى بالقول إن “الجانبين اتفقا على أهمية الحوار وتبادل الرؤى بين الأحزاب والتيارات لمعالجة أخطاء الماضي، وتصحيح مسار العمل السياسي لضمان تحقيق تطلعات الشعب”.