حاكم إقليم تهامة لـ (المسار): المجاعة ستعم اليمن بأكمله والأيام القادمة ستحمل مفاجآت كبيرة

- ‎فيأخبار إقليم تهامة, أخبار اليمن, حوارات وتحقيقات

تهامة تستحث الخطى وتستنهض الهمم لاستكمال دحر مليشيات الحوثي والمخلوع صالح. أربع محافظات ( الحديدة – حجة – المحويت – ريمة)، يتكون منها إقليم تهامة المسجى بجمال طبيعة خلابة والمملوء بموارد زاخرة وكتلة سكانية صلبة. تحاول جحافل الانقلاب الحوثي العفاشي مصادرة الإرادة التهامية وإحكام السيطرة عليها فتصدها عزائم القادة وجموع الجماهير.

في حوار لـ”المسار”  مع حاكم إقليم تهامة محافظ محافظة الحديدة عبد الله أبو الغيث، تعلن تهامة عن ذاتها وكينونتها وإصرارها ونضالها.. إلى النص:

– البداية من أقرب نقطة وحدث: إشهار إقليم تهامة واختياركم حاكماً للإقليم، ما هي الدواعي والأهمية لمثل هذه الخطوة؟

نتيجة الفوضى التي أدخلنا فيها الحوثيون وتأخير إقرار مسودة الدستور، ولأن نظام الأقاليم من أهم منجزات الحوار الوطني واستجابة للرغبة الشعبية العارمة، والمطالبة بالتحول إلى النظام الاتحادي وتوجيهات القيادة السياسية بزعامة الأخ المشير الركن عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، في تحقيق حلم الشعب والانتقال خطوة إلى الأمام ليصبح الحلم حقيقة فقد تنادى محافظو محافظات الإقليم إلى رص الصفوف، وإعلان موقف موحد ينسجم مع الرغبة الشعبية والإرادة السياسية، وتم إشهار الإقليم واختيار الحاكم من السلطات الشرعية المحلية.

– لماذا كان التوقيت متزامناً مع الذكرى الـ 53 لثورة الـ 14 من أكتوبر، ولماذا تم اختيار مدينة ميدي للإشهار فيها؟

الثورة اليمنية في الـ 26 سبتمبر والـ 14  أكتوبر، جاءت للقضاء على الإمامة والكهنوت والاستعباد وتحرير للأرض والإنسان من الاستعمار، كل هذه المعاني كانت حاضرة عند اختيار التوقيت فالشعب اليمني اليوم يناضل من أجل استعادة حريته وتحرير أرضه (فما أشبه الليلة بالبارحة). أما اختيار ميدي مكاناً للإشهار، فلأنها المنطلق الذي سيتم منه تحرير الإقليم من شماله إلى جنوبه، ومن بحره إلى جبله ومن على تراب الأرض اليمنية تم إعلان الإقليم واختيار قيادته.

– ماهي خطة العمل والبرنامج المرسوم لتهامة كإقليم؟

العمل الجاد والمتواصل لتحرير الإقليم وإعادة بسط الأمن والاستقرار وإعادة الحياة الطبيعية في الإقليم، وإعادة الإعمار والبنية التحتية والخدمات الأساسية والسعي للقضاء على الفقر والجهل والمرض، وتحويل الإقليم إلى منطقة جذب استثماري سياحياً وزراعياً وسمكياً وصناعياً، واستخراج خيرات الإقليم وتسخيرها لنهضة الوطن وخدمة المواطن، وتهيئة الظروف والقوانين والأنظمة لبناء الإقليم وولاياته ومديرياته وتحقيق التقدم والازدهار لأبنائه في جميع المناطق، والعمل على الاستفادة واستغلال الموارد الكثيرة والمتنوعة التي يمتلئ بها الإقليم والسير في مضمار التنمية والنهضة.

– كيف ترتبون أولوياتكم كحاكم لإقليم تهامة ومحافظ للحديدة؟

الأولويات واضحة لدينا على مستوى الإقليم والمحافظة، وتتمثل هذه الأولويات في تحرير الإقليم من الانقلاب وتحقيق الأمن والاستقرار ومعالجة آثار الانقلاب، وتأمين القوت الضروري للجوعى والفقراء والمستحقين والعلاج والدواء للمرضى والمصابين، والقضاء على كل الأسباب التي أو صلتنا الى هذا المعاناة، ثم بعد التحرير سننطلق بمشيئة الله إلى ميادين البناء والتنمية بشكل واسع وشامل وستكون أولوياتنا: الأمن – الاقتصاد – توفير الخدمات الأساسية – حفظ كرامة المواطن، كل ذلك سيكون وفق برنامج الشراكة والتعاون التي سنسعى لتعزيزها بين المكونات السياسية، والمجتمع المحلي وسلطات الإقليم الرسمية.

– متى ستحررون الحديدة وإقليم تهامة؟

التحرير قريب جداً إن شاء الله، إذ أن الإقليم ليس حاضناً للانقلاب وأدواته، والمواطنون في الإقليم رافضون للوضع القائم ويتطلعون بكل رغبة ولهفة وشوق إلى ساعة الخلاص من الإجرام والمجرمين، لذا نجدها فرصة ومن هذا المنبر الإعلامي المؤثر نوجه النداء إلى كل أحرار الإقليم وكل الشرفاء للتعاون والتنسيق مع الشرعية ورص الصفوف، للخلاص سريعاً من الكارثة المتمثلة في الانقلاب على خيارات شعبنا وشرعيته الدستورية.

ونوجه التحية لأبطال جيشنا الوطني  والمقاومة الشعبية  وأمننا البواسل، الذين يوجهون ضربات موجعة للانقلاب والانقلابين في كل محافظات الإقليم ومناطقه، وإننا لعلى ثقة كاملة من قدرة هؤلاء الأبطال على إضعاف قدرات ومعنويات الانقلاب، الذي سينتج عنه بالضرورة دحر المليشيات، وكسر شوكتها ورميها إلى مزبلة التاريخ في القريب العاجل غير مأسوف عليها.

– هل لديكم امتدادات وحضور في داخل المحافظة والإقليم كسلطة محلية وحكومة للإقليم؟

بالتأكيد فنحن أتينا من رحم هذا الشعب ومعاناة هذا الإقليم، وبالتالي فنحن امتداد طبيعي لكل أحراره وشرفائه وأحزابه ومنظماته ووجهائه وأعيانه ومثقفيه وفنانيه وعلمائه ودعاته، وسترون في القريب العاجل بحول الله وقوته كيف سيعلن أبناء  الإقليم عن هبتهم والتفافهم حول قيادتهم السياسية، ممثلة بفخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي، والسلطة المحلية في الإقليم ليتحقق النصر الناجز لهذا الشعب الكريم الأبي الذي يرفض الظلم والضيم ويكره الحكم الكهنوتي والإرهاب الدموي، ويتوق إلى الحكم الرشيد والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع. لدينا كذلك اتصال وتواصل مع مختلف المكونات السياسية والقوى الاجتماعية في الإقليم، وترتيبات مستمرة وقوية سيعلن عنها في الوقت المناسب.

– كارثة المجاعة والمعاناة الإنسانية التي أعلنت عن نفسها في أبشع صورة في مديريتي التحيتا والخوخة ما هي أسبابها؟ وكم هو حجمها الحقيقي؟

كارثة المجاعة هي النتاج الواضح لإجرام الانقلاب وتعطيل المصالح العامة والخاصة، ونشر البطالة وسلب أقوات الناس من أفواههم  ومن بين أيديهم، فالانقلاب عطل الحياة الاقتصادية، وأوقف الكثير من الشركات والمؤسسات التي كانت حاضنة لآلاف العمال والموظفين والجمعيات الخيرية، التي كانت تسهم بشكل كبير في تخفيف معاناة الناس والانقلاب قضى على الزراعة والمزارعين وقضى على الصيد والصيادين وعطل حركة النقل والمواصلات والبناء والإعمار، وأوجد لنا هذه الكارثة الكبيرة من البطالة والمجاعة وانتشار الأمراض والأوبئة في كل محافظات الإقليم ومديرياته المختلفة، خصوصاً محافظة الحديدة بمديرياتها المنكوبة في التحيتا والخوخة وزبيد والمغلاف، وإننا نحذر من انتشار كارثة المجاعة في بقية مختلف المديريات مالم يسرع أحرار اليمن والحكومة الشرعية والتحالف العربي والمجتمع الدولي والجيش الوطني والمقاومة الشعبية، للقضاء على السبب الرئيسي لهذه المجاعة المتمثل في الانقلاب وإجرامه بحق شعبنا.

– هل ترون أنه بمقدوركم تقديم ما يخفف من هذه المعاناة والكارثة؟ كيف؟

نعم بمقدور شعبنا اليمني الأصيل والتحالف العربي والمجتمع الدولي التخفيف من هذه المعاناة، ولعلكم تشاهدون وتسمعون عبر وسائل الإعلام المختلفة كيف هب الخيرون محلياً وإقليمياً، لنجدة إخوانهم الجائعين والمغلوبين والمساكين، ورغم أن الانقلاب يحاول جاهداً مصادرة أعمال الإغاثة وتحويلها لمعسكراته وجنوده ومجهوده الحربي وزبانيته ومرتزقته، إلا أن القافلة تسير ولا تتوقف رغم الإرهاب والبلطجة التي يمارسها الحوثيون وجنود المخلوع صالح على جهود الإغاثة.

ونحن هنا نوجه نداء استغاثة ونطالب دول التحالف العربي والمجتمع الدولي والأمم المتحدة، بمزيد من الدعم والضغط على الانقلاب لإيصال هذه المساعدات إلى مستحقيها الحقيقين من الجوعى والأرامل والأطفال والنساء وكبار السن، مع التذكير الهام بأن المعاناة ستزداد، والمجاعة ستعم الوطن بأكمله مالم يتم القضاء على سبب هذه المجاعة وهو الانقلاب.

– رغم أن تهامة لا تمثل منصةً ولا حاضنة اجتماعية للفكرة الحوثية، كيف استطاعت المليشيات إحكام السيطرة عليها؟

بقوة النار والقهر والاستبداد وتدمير المنازل وقتل الناس في الشوارع والاستيلاء على المؤسسات والاعتقال والتشريد وممارسة أنواع الاستبداد والظلم والقهر، تمت السيطرة على تهامة ولكنها سيطرة مؤقتة، وها هو شعبنا الأبي ينتفض ضد هذا الإجرام الذي لا يرضاه عقل ولا يقره قانون، وسيسقط هذا الانقلاب بصيحات الجوعى والمستضعفين وثبات الأبطال وصمودهم وتضحيتهم، أما الزبد فيذهب جفاء والبقاء للأصلح والحياة دول يوم لك ويوم عليك، ولكن في الأخير النصر للشعب والهزيمة للانقلاب هكذا يحدثنا التاريخ أن الظلم آخرته وخيمة، وأن الشعوب ستنتصر على جلاديها.

 – هل لديكم ما يشجع أبناء الحديدة ويحفزهم للانتفاضة والنفير العام؟

نعم لدينا ألف سبب وسبب لإيقاظ الناس وتحفيزهم للنفير العام والثورة الشاملة ضد الانقلاب، فقد انتهت معظم مقومات الحياة وانتشر الفقر والخوف ولم يبق لغالبية الناس إلا الثورة ضد هذا الظلم وضد هذا الواقع المخزي والمرير، فهم مقتولون بظلم الانقلاب أو بالجوع والمرض وانعدام الخدمات الأساسية وغياب الرعاية الصحية التي تسبب فيها الانقلاب، وبما أن الموت محقق عل أية حال إذا طال زمن الانقلاب. إننا ندعو كل الشرفاء والاحرار وكافة أبناء الإقليم للنفير العام للتعجيل بالقضاء على الانقلاب، وتحقيق الأمن وعودة الحياة.

وفي اتجاه آخر فإنني أعلن عن هدية لكل جريح وشهيد شارك في تحرير الإقليم، وهي عبارة عن توفير مقعد دراسي مجاني لكل جريح ولأسرة كل شهيد في جامعات الإقليم سواءً دراسة اولية في الجامعة أو مقعد دراسات عليا ماجستير، كما ستكون هناك أولوية لتوظيف أبناء الشهداء من حاملي درجة البكالريوس أو أحد أقاربهم، ورعاية أسرهم والاهتمام والرعاية الكاملة للجرحى ومعاقي الحرب.

– ماهي رؤيتكم العامة لما يجب أن يكون عليه إقليم تهامة إدارياً وتنموياً ؟.

الانتقال إلى نظام الحكم الاتحادي خطوة هامة وكبيرة جداً، وإننا لنتطلع ونناشد فخامة الأخ الرئيس والحكومة بسرعة دعوة الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتكليفها بإقرار مسودة الدستور والشروع في خطوات الاستفتاء الشعبي ومن ثم الانتقال الى تأسيس برلمانات وحكومات الأقاليم وإتاحة الفرصة للتنافس بين الأقاليم، لتحقيق التنمية وإصلاح البنية التحتية والاستفادة من كوادر وقدرات أبناء الإقليم بكافة مشاربهم ومناطقهم، لتحقيق الاستقرار الإداري والازدهار التنموي والاقتصادي وإقليم تهامة من الأقاليم الزاخرة بخيراتها في البر والبحر والسهل والجبل، وإننا لعلى ثقة أننا في إقليم  تهامة سنحقق قفزات كبيرة جداً في مجال الإعمار والتنمية والازدهار الاقتصادي، فلدينا الشواطئ الطويلة والأرض الزراعية الخصبة والمناطق السياحية الجاذبة، ولدينا مناجم الذهب وحقول النفط و كنوز الأرض ولدينا قبل ذلك الانسان العملي والجاد الإنسان المدني بطبعه والمتعطش لبناء وطنه وأرضه، وبهذه المناسبة أناشد فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى تبني قرار إنشاء محافظتين جديدتين بالإقليم في كل من:

  • زبيد لتضم المديريات الجنوبية في المحافظة بالإضافة إلى وصابين السافل والعالي.
  • عبس لتضم المناطق الغربية من حجة.

ليتحقق بذلك طموحات ورغبات الناس في تلك المناطق، وتسهيل تواصل الناس فيما بينهم والمديريات مع بعضها البعض، وتحقيق الحكم الرشيد في توزيع السلطة والثروة بين أبناء الوطن