حزب الله يدين مقتل كاتباً أردنياً نشر رسماً مسيئاً للذات الإلهية وصفه بــ”الصوت الشجاع”!!

- ‎فيعربي ودولي

نعى “حزب الله” اللبناني الأحد 25 سبتمبر/أيلول 2016، الكاتب الصحفي الأردني ناهض حتر، الذي قُتل في العاصمة الأردنية عمّان بثلاث رصاصات قبل دخوله إلى المحكمة، لمتابعة إجراءات المحاكمة في اتهامات وجهت له بـ”إثارة النعرات المذهبية والعنصرية”، بعد نشره رسماً كاريكاتورياً مسيئاً للذات الإلهية في وقت سابق.

وأدان “حزب الله” اغتيال حتر واصفاً إياه بأنه “كان بحث صوتاً شجاعاً ومدوياً في مناهضة حركة التكفير والإلغاء والإقصاء والإبادة”. وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.

ودعا الحزب اللبناني في بيان نشره الموقع الإلكتروني لقناة “المنار” التابعة له، السلطات الأردنية إلى “إنزال أقصى العقوبات بمرتكبيها ومن يقف وراءهم، كي يبقى للكلمة الحرة مكانتها في هذه المنطقة، وكي يوقن أعداء حرية الرأي أنهم لن يفلتوا من عقاب الأرض، وهم الذين ينتظرهم عقاب السماء”.

وكان الكاتب الأردني حتر شديد الولاء لرئيس النظام في سوريا بشار الأسد، وعبر مراراً عن مواقفه الداعمة له في كتابات له بصحيفة “الأخبار” اللبنانية الداعمة لـ”حزب الله”.

 

اعتقال حتر

وقبضت السلطات الأردنية على حتر -وهو مسيحي- في أغسطس/آب 2016 بعد أن أعاد نشر رسماً كاريكاتورياً مسيئاً للذات الإلهية، ويظهر فيه “رجل ملتحٍ على اعتبار أنه في الجنة، وهو في السرير مع نساء ويطلب من الرب أن يحضر له الخمر والمكسرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

واعتبر مسلمون محافظون أردنيون ما فعله حتر مسيئاً للإسلام. وقالت السلطات إنه انتهك القانون بإعادة نشر الكاريكاتير.

وأصدر حتر حينها بياناً أوضح فيه أن الرسم الذي نشره “كان يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد”.

وأودع حتر رهن الاحتجاز لنحو أسبوعين قبل أن يصدر أمر قضائي بالإفراج عنه بكفالة مالية في وقت سابق من هذا الشهر.

 

قاتل حتر

وفي وقت سابق، اليوم الأحد، قال شهود عيان ووسائل إعلام أردنية رسمية إن مسلحاً قتل الكاتب الأردني أمام قصر العدل حيث كان سيمثل للمحاكمة في اتهامات متعلقة بازدراء الدين.

وذكرت وكالة الأنباء الأردنية أن المسلح اعتقل في موقع الحادث. وقال مصدر أمني إن القاتل عمره 39 عاماً ويعمل واعظاً إسلامياً بأحد مساجد العاصمة عمان.

واستنكرت الحكومة الأردنية الحادث مؤكدة أن القانون سيطبق بحزم على من قام بهذا العمل.

وقال محمد المومني وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق باسم الحكومة في تصريح نقلته وكالة الأنباء الأردنية: “اليد التي امتدت إلى الكاتب المرحوم حتر ستلقى القصاص العادل حتى تكون عبرة
لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة الغادرة”.

وقالت وكالة الأنباء الأردنية، إن قوات الأمن الموجودة بمحيط المكان ألقت القبض على المسلح وهو يخضع حالياً للتحقيق.

ونقلت الوكالة عن مصدر أمني قوله، إن المسلح أطلق ثلاث رصاصات على حتر وهو على درج سلم قصر العدل في العاصمة الأردنية.

ونقلت عن المصدر الأمني قوله: “فور إطلاق النار تمكن رجال الأمن العام الموجودون على مقربة من الحادث من القبض على مطلق النار وضبط السلاح الناري الذي بحوزته وبوشرت التحقيقات معه للوقوف على ملابسات الحادث”.

وقال شاهدا عيان، إن المسلح وهو ملتح كان يرتدي دشداشة تقليدية من النوع الذي يرتديه السنة المحافظون ممن يهجرون النمط الغربي في حياتهم.

واستنكرت دائرة الإفتاء العام في الأردن في بيان على موقعها الرسمي مقتل حتر، مؤكدة أن “الدين الإسلامي برئ من هذه الجريمة البشعة ويمنع الاعتداء على النفس الإنسانية”.

ولد حتر في 1960 وتخرج في الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفة ونال درجة الماجستير في فلسفة الفكر السلفي المعاصر. أصدر 15 كتابا من أبرزها (دراسات في فلسفة حركة التحرر الوطني) و(في نقد الليبرالية الجديدة.. الليبرالية ضد الديمقراطية) و(الملك حسين بقلم يساري أردني).

وقال شريف منصور منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين في بيان، إن “مقتل حتر نتيجة مباشرة لعدم الالتزام بحرية التعبير من جانب السلطات الأردنية”

(هافينغتون بوست عربي)