تركيا اردوغان .. حمدا لله على السلامة

- ‎فيفنون وأدب

قصيدة خاصة عن تركيا
بتاريخ ١٦/٧/٢٠١٦

تركيا
اردوغان

حمدا لله على السلامة

………

الشّعرُ كَهْلٌ بائِسٌ لولاها
والبائسُون جميعهم حاشَاها

ولذاكَ يَمَّمَ شَطْرَها مُتَوَضِّئاً
شِعري وصَعَّرَ خَدَّهُ لسِواها

ألَقٌ على ألِقٍ رأى فيه الفتى
ضَحِكاً فباعَ بُكاءَهُ وشَراها

أسْرِجْ شُجُونَك وَأْتِها قالَ النّدى
وَدَنَى يُقبّل فجرَها وضُحاها

……………………………….

هِيَ تركيا يا شَرْقُ وَيْحَكَ إنها
شمْسٌ وإنّ الضّوءَ مِن معناها

مازالَ مَحْمَلُها الشّريفُ مُضَمَّخاً
بالشّوقِ والبيتُ العتيقُ سُرَاها

والأرض تُزهرُ حيثُ مرَّ كِساؤُها
للهِ ما أقصى وما أدناها

والعُرْبُ والأتراكُ يا لُوْرِنْس مَا
زالوا ضميرَ عقيدةٍ تَتَبَاهى

وأوَاصِرُ القُرْبى وألْفُ وثيقةٍ
ذهبيَّةٍ من فوقها طُغْرَاهَا

هِيَ تركيا يا عِزّ سبحانَ الذي
أعطى اللواء َ لتركيا والْجَاهَا

مُدُّوا فقَدْ مدَّتْ لِعَثْرَتِكم يداً
مُخْضَرَّةً وأعِنّةً وجِبَاها

يوماً تكَاثَفَتِ الحَوالِكُ فوقَنا
قِطَعاً من الليلِ البَهِيم نراها

ما زالَ يجْمَعُ بعضَهُ في بعضِهِ
ليلُ الوَرَى كَيْداً بأُمّةِ طَهَ

وانْسَدَّتِ الآفاقُ واغْتَمّتْ بنا
الدّنيا وضاقتْ أرضُها وسَماها

بَزَغَتْ هنالكَ بُقْعةٌ ضَوْئيّةٌ
في تركيا تَتْلُو لَعَلَّ اللّهَ

تَتْلُو لعلَّ اللهَ يبْعثُ أمّةً
مِن موتِها … فكَأنَّما أحْيَاها

لِيُحَفّزَ الأمَلَ الجريْحَ بأَنْفُسٍ
شَخَصَتْ لَهُ شَوقاً يشُقُّ صَداها

يا أُردُوغانُ عليكَ ألفُ قصيدةٍ
شَقراءُ تُنجِبُ كلّ عصْرٍ جَاهَا

كِدْنا نُسَلِّمُ كلّ حُلْمٍ نابِتٍ
لِلْقَحطِ أوْ لِلْوَأْدِ بين رحَاها

مادَتْ بنا لِلْغَربِ أرضُ الشّرقِ أوْ
كادتْ تُخِيطُ مِن القُنُوطِ رِثَاها

وطَفِقْتُ أرْتِقُ نصفَ أحلامي التي
وُئدَتْ وأُنْشِقُ يأْسَها بِرَجاها

ويَئسْتُ ثُمّ يئسْتُ ثم تشَرْنَقَتْ
إبّان يأسي رُوحُ مَن أهواها

حتّى أتَيْتَ فعَادَ خطُّ الأِسْتِوَا
للأرضِ مُسْتوفي الْمَدى تَيّاهَا

فَارْتَدَّ يأْسِي الْقَهْقَرَى في أحْرُفي
وَازْوَرَّ مدْحُوراً بَبَطنَ حفَاهُا

يا فَوْرَةَ التّاريخِ يَسْطَعُ ثانياً
مِن قلْبِ أنْقَرة الهوى بهواها

مِن رُوحِ ِنجمِ الدّينَ عنْ عثْمان عن
عبدِالحميد لأردوغان ذُرَاها

قِمَمٌ تزَاحَمَتِ البُرُوجُ بِنجْمِها
حتّى تَعَثَّرَخَصْمُها بحَصَاها

هِيَ تركيا مِن تحتِ أخْمُصِها غدا
التّاريخُ مشْتعِلاً يُعِيدُ سَناها

هي تركيا لَم تَنْسَ غزّةُ تركيا
لم تنْسَ مَوْجاتُ الربيعِ حِمَاهَا

لم تنس دافوس التي اهتزت بها
يوما اوروبا واليهود ازاها

لو ينسَ بُوتِنَ انفهُ المكسورِ مِنْ
غزلِ غبيٍّ مسَّ بعضَ رداها

لمْ تَنْسَ سُوريّا ومَا أدْرَاكَ ما
أوجَاعُ بِنْتٍ تسْتَعِيدُ أباها

لم ينسَ مُضْطَهَدُو الشّعوبِ وقُوفَها
مَعَهُم وكلّ مُخَنْزَرٍ عاداها

لوْ لمْ يكُنْ.إلا الْمُخيّمُ وَحْدَهُ
فضلاً لها لكَفَى وما اسْتوفاها

مَا ثَمَّ خيرٌ في بقاعِ شعوُبنا
إلا أتَتْهُ تركيا وأتاها

فلها عظيمُ الشُّكرِ يَفْرِشُ رِيْشَهُ
حتّى يُغَطِّي سَهْلَها وَرُبَاها

باسْمِ الملايين التي تَشْدُو إلى
خُطُواتِها وَعُلُوُّهَا وَعُلاهَا

باسمِ العزيزِ الحُرِّ يَخْفُقُ قلبُهُ
لأهَلَّةٍ ولأنْجُمٍ بسماها

شكرا بحجم الشكر أو شكرا إذا
ما فاضَ طَمَّ الْمشرقين وضاهى

 

الشاعر / مهدي الحيدري