المفتش الفكري للسلالة

- ‎فيأخبار اليمن, كتابات

في احدى الجلسات الحوارية على طاولة الموفمبيك اثناء الانقلاب برعاية جمال بن عمر كان النقاش يدور حول مصير الرئيس هادي وكان احد الشباب يناقش بمرارة مسألة الاحتكار المركزي للحكم وان التضييق والحصار الذي يتم فرضه على الرئيس هادي نوع من أنواع القهر المناطقي المركزي لرئيس من خارج المركز وان التداول السلمي والجغرافي للحكم اصبح ضرورة اقتضتها تحولات الثورة الشبابية والقضية الجنوبية وكان الى جوار ذلك الشاب حسن زيد حينما كان الشاب يقول “يجب ان تقتنعوا بوجود حاكم من خارج المنطقة والسلالة في العاصمة لكي نشعر ان صنعاء لكل اليمنيين ”

عندما انتهى الشاب من كلامه اقترب حسن زيد وهمس في اذنه قائلا
“القاوق في الرأس مش في الرجل ” قالها حسن” باللكنة” السوقية” لمخزني الطيرمانات” السلالية في إشارة الى ان الحكم الامامي في المركز ان بقية اليمن عبارة عن رجل لايصلح ان تكون في الحكم و في الرأس لان القاوق لايكون بالرجل انما بالرأس وتلك كانت بداية حساسيتنامن القاوق باعتباره زي يرمز الى العنصرية السياسية بناء على ماقاله حسن وماافصح عنه يعبر عن المكون النفسي والعقل الباطن للذهنية السلالية الامامية
هذا الموقف حضر في ذاكرتي بعد مشاهدة لصورة لحسن زيد يحضر فيها كمفتش فكري للسلالة يتجول في مكتبة العلامة العمراني للبحث عن ما تحويه المكتبة من تراث فقهي مخالف للثراث الأسود للامامة

جولة التفتيش هذه تعبر عن مرحلة جديدة من الغسيل الفكري التي ستبدأ بالمكاتب والكتب الخاصة الى ان تصل الى مرحلة الضرب الى العظام المتمثلة بتغيير المناهج التعليمية واصباغها بالكهنوت الامامي واحلال المناهج التي كانت تدرس في الهجر المتناثرة في مناطق القبائل، منذ ظهورها على يد الأسرة الحاكمة من أبناء الرسي الذين وفدوا إلى اليمن وحتى اليوم و عودة الجريمة الفقهية ككتاب الاحكام لعبدالله ابن حمزة وتدوير الفكر الظلامي الدموي الذي يختلق أحكام على المعارضين لفكرة البطنين الامامية بحسب ظروف كل مرحلة وتحويل الفكر السجان الى سجون سرية يشرف عليها أبناء السلالة تكتظ تلك السجون بالمختطفين والرهائن من اليمنيين

في نظر المفتش الفكري للسلالة المعارضون والمختلفون كفار “كفر صريح” و”كفر تأويل ” نتج عنه قمع الرأي الفكري المعارض وكذا أصحاب الاجتهادات الفلسفية والفكرية في نظرهم جماعات تستحق التنكيل والابادة كما حصل “للمطرفية”، إحدى الفرق التي لا تشترط حق الإمامة في أبناء فاطمة ماجعل مجرم الحرب التاريخي عبدالله بن حمزة الرسّي يصدر احكامة بتكفيرهم، فقَتَل نحو مائة ألف هذا بعض ما تم تدوينه سراً وكذا تحويل مدن وقرى المعارضين فكرياً وقراهم الى انقاض وسبى نساءهم واهاليهم ومنعهم من دخول المساجد. حتى أنه كتب على واجهة مسجده الذي بناه في ظفار:

أقسمتُ قسمة حالفٍ برٍّ وفي ………….. لايدخلّنك ما حييتُ “مطرفي

المفتش الفكري للسلالة وهو يتجول بطريقة تشبه متفشي محاكم التفتيش المسيحية يعكس تماماً الذهنية السلالية في وقت مبكر ويعبر عن الحساسية من التنوع الفكري كما حساسيتهم من المفردات القومية والمفاهيم التي لها علاقة بالذات اليمنية و التي تعبر عن الوحدة القومية للشعب اليمني كما تسعى تلك الذهنية الى اعادة انتاج النصوص الدينية و سردها و إعادة التأويل السلالي للنص الديني باسم آل البيت وخداع لجمهور القبائل وتجييشهم للحرب ضد العمق القومي للذات اليمنية كما ظهر مؤخراً عودة تاويل النصوص الدينية لدى الحوثيين
وإعادة التأويل كما اشاراليه احد الكتاب في مدونة” يمن سن” ركز على التالي
*اعادة تأويل حق الولاية من جديد
إعادة تأويل الحق الشرعي لال البيت …

كما عملت الامامة الجديدة وشبكات التفتيش الفكري للسلالة على نبش الكيان التخيلي للقبائل و وتكريس مايشبه الغسيل الفكري للسطح التخيلي من جديد في عقول ابناء القبائل
مثل
* إعادة انتاج اشعار الائمة حول القبائل
* تمجيد علي ابن ابي طالب لهم باشعاره
* ترديد الزوامل الحربية القديمة
* اعادة انتاج رواية اليماني الدينية( المهدي ) للقبيلة .