على طريق الكرامة ماضون..!

- ‎فيكتابات

“جمعة الكرامة”… لقد بات هذا الاسم مرتبطاً بواحدة من أبشع المجازر الدموية المرتكبة في تاريخ اليمن المعاصر قياساً إلى العنف الذي طال معتصمين سلميين فهي محطة دموية لاتزال عالقة في اذهان الملايين من ابناء الشعب اليمني.

مع انتهاء عشرات الآلاف من المتظاهرين السلميين في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء يوم الجمعة 18 مارس 2011 من اداء صلاة الجمعة، حتى انهالت عليهم رصاصات الموت من جهات عدة وظهر مسلحون ملثمون وهم يطلقون نيران بنادقهم نحو جموع المصلين من خلف  جداراً حجرياً بارتفاع 2,5 متراً كان سكان المنطقة والموالون للمخلوع صالح قد أقاموه بين المتظاهرين والمسلحين، ثم أغرقوه بالبنزين وأضرموا فيه النيران مع بدء الهجوم مما نشر سحب الدخان التي أخفت مطلقي النيران وحاصرت المتظاهرين.

على مدار ثلاث ساعات استمر المسلحون في اطلاق النار بكثافة على المتظاهرين العزل من خلف الجدار  ومن فوق الأشجار، ومن أسطح المنازل، بما فيها منزل محافظ المحويت آنذاك احمد علي محسن و كان الشهداء يتساقطون امام مرأى من قوات الامن المركزي التي كانت تشاهد وتساند المسلحين في قتل المتظاهرين في جريمة يندا لها الجبين ووصمة عار ستظل تطاردهم مدى الحياة.

في جمعة الكرامة أجاد بلاطجة النظام صناعة الجريمة، ووزعت بنادقهم وقناصاتهم  رصاصات الموت على رؤوس أبرياء عزل، من كل محافظة وقرية وبيت على امتداد ربوع الوطن.

انتهك في هذا اليوم المشئوم  قناصة المخلوع صالح ونظامه حرمة الصلاة وأحالوا “الجمعة” في جمعة الكرامة الى يوم قتل للبراءة المحتشدة بسلام ووداعة ساحة التغيير واقترفوا دون رحمة او انسانية أبشع مجزرة بحق الوطن.

اتذكر ذلك اليوم بحزن واسى  فقد كان بعضا من اهلي ورفاقي هناك وبعد انقضاء الصلاة عدت الى البيت وكنت اشاهد الفاجعة على شاشة التلفاز حاولنا الاتصال والاطمئنان على اخواننا ورفاقنا في الساحة لكن دون جدوى اردنا الوصول الى ساحة التغيير إلا ان الخطوط كانت مغلقة والشوارع اشبه بالثكنات العسكرية وجنود الامن المركزي وبلاطجة المخلوع يملئون الازقة والحواري ويطلقون النار على كل من يريد التوجه الى ساحة التغيير او يحاول الوصول اليها.

لا يمكن نسيان تلك الجمعة العظيمة في 18 مارس 2011 وقد مُهرت بملحمة خارقة في التضحية، تغلبت فيها الصدور العارية على قوة النار والرصاص ووحشية القناصة المدججين بوسائل القتل وآلة الفتك