توكل كرمان: صالح رأس الأفعى.. والسيسي وصمة عار

- ‎فيأخبار اليمن

 تمسكت الناشطة اليمنية والحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، بموقفها من ثورات الربيع العربي ويقينها بانتهاء ما وصفته بـ”الثورات المضادة كمرحلة حتمية للتغيير”، فيما جددت نقدها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قائلة “إنه أسوأ مستبد عسكري ووصمة عار في للشعب المصري والأمة”.

وتحدثت كرمان من العاصمة الأردنية عمّان، لـCNNبالعربية، على هامش زيارتها لمخيم الزعتري للاجئين السوريين، ضمن مبادرة نساء نوبل من أجل السلام، عن زيارتها للمخيم ولمخيمات لجوء أخرى في وقت سابق، داعية إلى إنهاء “الكارثة الإنسانية” في سوريا حيث يتعرض الشعب السوري إلى “إرهاب مزدوج، إرهاب نظام بشار الأسد وإرهاب داعش وأخواتها”، على حد تعبيرها.

وأشارت كرمان إلى تضامنها المطلق مع الشعب السوري وقضايا اللجوء عموما، وقالت: “إذا أراد العالم لأزمة اللاجئين أن تتوقف فعليه أن يوقف القتل اليومي المستمر من قبل نظام الأسد، وهؤلاء اللاجئون لديهم حقوق ومطالب ديمقراطية وهم ضحايا”.

وعن موقفها حيال “ثورات الربيع العربي” في ظل الآثار التي تركتها، قالت: “موقفي لم ولن يتغير هذا حال جميع ثوار الربيع العربي، نحن أشد إصرارا بحلمنا ونؤمن أنه رغم الفوضى والدمار من خلال ما قامت به الأنظمة من ثورات مضادة وانقلابات عسكرية والأنظمة المستبدة وقمع الثوار السلميين كما في سوريا أو عبر الثورات المضادة في اليمن أو عبر الانقلابات العسكرية كما هو الحال في مصر، هذه الأحداث تؤكد أننا على المسار الصحيح من التاريخ.. هي المرحلة الأولى لأن أي ثورة عظيمة تتبع بثورة مضادة في انتصار زائف سرعان ما تطويه نضالات الشعوب، فأحلام الشعوب لا تموت والثوار لا ينسون الثورة”.

وعبّرت كرمان عن خشيتها من إبرام اتفاق سلام “زائف” في اليمن، قائلة إن رؤيتها لحل أزمة بلادها يتمثل في “إعلان وقف إطلاق النار الفوري بالتزامن مع انسحاب ميلشيات الحوثي من جميع المناطق التي تتواجد فيها وتحولها إلى حزب سياسي وتسليم السلاح للسلطة الشرعية ثم الذهاب لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على الاستفتاء على مسودة الدستور الجديد التي تم صياغتها بناء على مخرجات الحوار الوطني ثم إجراء الانتخابات المختلفة بناء على الدستور الجديد. ذلك وحده طريق إلى تحقيق سلام مستدام يترافق ذلك مع إعادة إعمار اليمن وتطبيق مبادئ العدالة”.

وشددت كرمان على ضرورة العودة إلى مسودة الدستور اليمني الذي توافقت عليه القوى الوطنية اليمنية في 2014.

ولم تخف كرمان قلقها من تفكك النسيج الاجتماعي الذي تركت الحرب في اليمن آثارها عليه، وما أسمته “توسع الأطماع الإيرانية في اليمن وجعلها بوابة لبسط نفوذها على المنطقة”، رغم إيمانها بقدرة اليمنيين على عبور هذه المرحلة “الصعبة” والانتصار على “الثورة المضادة”.

وتعليقا على عملية “عاصفة الحزم”، دعت كرمان إلى حماية المدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن هناك أخطاء ارتكبت في هذه العمليات، دون أن تغفل عن الإشارة إلى أن التدخل العربي في اليمن جاء “نتيجة لانقلاب الميليشيات المدعومة من إيران”.

وقالت: “هو نتيجة وليس سبب والمطلوب الآن معالجة السبب والنتيجة، لا التركيز على النتيجة وإغفال السبب، المطلوب إيقاف الحرب بالتزامن مع إنهاء الإجراءات الانقلابية والعودة إلى ما سبق أن توافق عليه اليمنيون قبل الانقلاب، في أعقاب ثورة سلمية تم الانقضاض على مكتسباتها من الحوثيين والرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح”.

وأضافت متسائلة: “علي صالح رأس الافعى بتحالفه مع الحوثيين وإيران، انقضوا على مكتسبات الثورة والحوار الوطني وأسقطوا الدولة اليمنية… ثم جر ذلك تدخل التحالف العربي ومقاومة شعبية، كل ذلك أنتجه الانقلاب وكان سببا له وغيره من الكوارث. والمطلوب الآن كما قلت ايقاف الحرب بالتزامن مع إنهاء الانقلاب وما يعني من تسليم الميليشيا لكافة الأسلحة والانسحاب من كافة المناطق”.

وفي الشأن المصري، جددت كرمان موقفها من الرئيس السيسي واصفة إياه بأنه “أسوأ مستبد عسكري ووصمة عار وبصمة خزي في جبين مصر والأمة العربية”، وقالت: “أنا ضد الانقلاب العسكري جملة وتفصيلا وضد السيسي الدكتاتور المستبد، التزامي الأخلاقي والثوري والمدني يجعلني اتخذ هذا الموقف، الموضوع ليس له علاقة بإقصاء الإخوان بل بكل الحقوق والحريات التي تم نسفها،  قوض انقلاب السيسي كل مكتسبات ثورة يوليو، أطاح بالديمقراطية الناشئة في مصر وقتل الناس السلميين في الشوارع والميادين، السيسي يجب أن يرحل، وهذا واجب مصري وقومي وإنساني، مصر هي تاج الثورات العربية، وسوف تكمل عبورها نحو الحرية ولا خيار آخر دون ذلك”.