تزايد الخلافات بين الحوثيين على المناصب والأموال و زعيمهم يسارع للتخلص من معارضيه

- ‎فيأخبار اليمن

اتّسعت رقعة الخلاف بين ما يعرف بـ«اللجنة الثورية» و«المجلس السياسي الأعلى» التابعين للميليشيات الحوثية الانقلابية، على خلفية التراجع الكبير لمسلحي الحوثي في جبهات القتال باليمن، والصراع على المناصب والأموال المنهوبة بعد مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وأكد حقوقيون في العاصمة صنعاء اختفاء بعض القيادات الحوثية الرئيسية عن المشهد في المدينة، مرجحين أن يكون زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي قد تخلص منهم، الأمر الذي سيعجّل المواجهة المسلحة في الفترة المقبلة مع تقدم الجيش في العديد من الجبهات ونقص القيادات الميدانية عقب استهدافهم في المعارك مع قوات الشرعية.

ونقلت صحيفة الشرق الاوسط عن عبد الباسط الشاجع، مدير مركز العاصمة الإعلامي في صنعاء إن الخلاف بدا واضحا للعيان في العاصمة بين الجناح السياسي الذي يمثله صالح الصماد بحكم ترؤسه «المجلس السياسي الأعلى»، وعدد من القيادات التي تنتمي إليه من صنعاء وذمار، وبين الجناح الثوري الذي يرأس لجنته العليا محمد علي الحوثي والقيادات التي تنتمي إلى صعدة. وأضاف أن وتيرة الخلاف ارتفعت بين هذه القيادات في الأيام القليلة الماضية، بعد أن أُقصي «المؤتمر الشعبي العام» من المشهد، ليظهر الخلاف بين جناحي الميليشيات حول تقسيم السلطة والأدوار التي يقوم بها كل جانب للحفاظ على ما تبقى من مدن تقع تحت سيطرة الحوثيين.

وأشار الشاجع إلى أن عبد الملك الحوثي يقف إلى جانب قيادات صعدة، لأنها مصدر القرارات التي يجب تنفيذها دون الرجوع إلى باقي القيادات، وهو ما أثار قيادات المجلس السياسي في صنعاء والمناطق الأخرى الذين يشعرون أنهم مهمّشون، وأن قيادات صعدة هي التي تسيطر على الثروات والقرارات بالمؤسسات كافة. وأكد أن عبد الملك الحوثي تخلص من شخصيات وقيادات عدة في مراحل متعددة، لخلافه معهم في وجهات النظر وطريقة تسيير الأمور ومنهم صالح حبرة، كما أن بعض القيادات مغيّبة ولا تظهر في صنعاء حالياً، الأمر الذي يثير مخاوف سكان العاصمة من مواجهة مسلحة في الأيام المقبلة بحكم اتّساع حدة الخلافات.

الصحيفة ايضا ونقلت عن الناشط الحقوقي عبد الحفيظ الحطامي إن مصادر مقربة من قيادة الصف الأول لجماعة الحوثيين، أكدوا له أن هناك انشقاقا وخلافات كبيرة تعصف بهم، خصوصا تلك القيادات المقربة من عبد الملك الحوثي وقيادات ميدانية تابعة له، إذ أصبح فاقدا للسيطرة على إدارة تلك القيادات بعد تمكنها من نهب أموال كثيرة حصلت عليها خلال فترة الانقلاب وسعت للفرار بها خارج البلاد. وأضاف أن الهوة اتّسعت بين الحوثي وعدد من القيادات الحليفة له التي تنافسه عمليات نهب البنوك والتجارة غير المشروعة، وما يعرف بـ«المجهود الحربي» وصرف أموال على بعض قادة الجماعة دون الآخرين حسب القرابة من زعيم الميليشيات، مما دفع بعبد الملك الحوثي وفقا للمصادر إلى التفكير جديا في التخلص من هذه القيادات بالتصفية الجسدية، وتحديدا أولئك المنتمون إلى بيت المراني والصماد والمروني والشامي والمتوكل.

ولفت إلى أن ما يؤرق الحوثيين الانشقاقات التي تزداد في جبهات الساحل الغربي وميدي وحرض والجوف ونهم واستسلام عشرات المجندين وبعض قادتها الميدانيين، إذ سلّم قرابة مائتي عنصر مع قيادي أنفسهم للجيش وقوات التحالف العربي، يضاف إلى ذلك ما يحدث في صنعاء من مواجهات وتلاسن بين جناحي الحوثيين على اقتسام السلطة وتوزيع الثروات التي يجري نهبها بأشكال مختلفة. وأكد أن هذه التصدعات مع الضربات التي يوجهها الجيش والمقاومة وقوات التحالف العربي ستجهز على مستقبل هذه الميليشيات التي حاولت أن تجعل اليمن نموذجا للتمزق الذي يحدث في سوريا، وذلك خدمة لأجندة إيرانية لاستهداف اليمن وجيرانه وأشقائه وإدخال المنطقة في دوامة لا يستفيد منها سوى الإيرانيين.

تحرير