نص كلمة وزير السياحة اليمني في جلسة الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة

- ‎فيأخبار اليمن

القى الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي ، وزير السياحة اليمني ونائب رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للسياحة يوم السبت 16 سبتمبر 2017. كلمة في الجلسة العامة للدورة 22 للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة المنعقدة في مدينة تشنجدو في الصين.

ونعيد في تهامة برس نشر نص الكلمة بالكامل :

معالي الأمين العام الدكتور طالب الرفاعي،
صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
السيد رئيس الجلسة،
السادة نواب الرئيس،
أصحاب المعالي الوزراء،
الحضور الكرام،
السيدات والسادة،

صباح الخير، ني هاو،،

أدرك أنكم ربما تكونوا الآن في حالة من الملل أو قد تشبعتم من الإستماع إلى الخطابات! ومع ذلك، اخترت أن أكون آخر المتحدثين على أمل أن يكون صباحنا اليوم ذي صلة بالمثل العربي القائل “ختامه مسك”!
اسمحوا لي في البدء أن أنقل لكم أحر التحايا من الشعب اليمني وحكومته وقيادته السياسية المقرونة بصادق تمنياتهم بالنجاح لهذه الدورة الثانية والعشرين للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة. إننا على يقين من أن هذه الدورة ستشكل معلمًا بارزًا جديدًا في السجل الحافل والمساعي الاستباقية لمنظمة السياحة العالمية من أجل التقدم والازدهار والسلام لجميع شعوب كوكبنا في هذا العام “2017 السنة الدولية السياحة المستدامة من أجل التنمية”.

اليمن، بلدي، أرض ملكة سبأ، المعروفة منذ آلاف السنين ببلاد العرب السعيدة هي وعلى مدى الواحد والأربعين السنة الماضية.عضو كامل العضوية لهذه المنظمة العتيدة.

ولكنها لسوء الحظ، وعلى مدى الثلاث السنوات الماضية تجاهد للتغلب الكامل على العواقب المدمرة التي لحقت بها عقب المحاولة الانقلابية المشؤومة على حكومتها الشرعية. لقد أسفرت تلك المحاولة الإنقلابية المشينة عن محن كبيرة وتسببت بمعاناة شاملة وتدمير واسع للبنية التحتية للبلد. وحتى قبل الأعوام الثلاثة الماضية من الدمار الشامل والنكبات الكبرى التي تسببت بها محاولة الانقلاب الغادرة، فإنه من الواجب أن نعترف بأن أولئك الذين تقلدوا مسؤولية الحكم في البلاد قبل ذلك لم يعوا أهمية السياحة ومقدرتها التحويلية الهائلة، وأهملوا بالتالي إستغلال القدرة التنموية الضخمة لقطاع للسياحة. ومع الأسف وتبعًا لذلك، لم يؤخذ بعين الإعتبار أمر توظيف الإمكانيات السياحية الضخمة لليمن طوال السنين المنصرمة، بالرغم من أن تلك كانت ميزة كبرى حباها الله بها لقرون مديدة وسوف تبقى معها على مر الأزمان.

ويجد المقام بي هنا لأغتنم الشجاعة بهذا الصدد فأعترف بأن الملاحظات التمهيدية التي تقدمت بها الزميلة الوزيرة من كولومبيا كانت كالموسيقى في أذني وهي تذكرنا بماضي بلدها الأليم وكيف أن السياحة وبدعم هذه المنظمة ساعدت بلدها لتجاوز ماضي المحن والإضطرابات الأليمة التي كانت تعيشه. كولومبيا اليوم، مع نماذج أخرى عديدة من البلدان الأخرى، هي نموذج ساطع للمقدرة التنموية والتحويلية الهائلة لقطاع السياحة.
وهكذا، وعلى الرغم من كل حالة البؤس والتدمير الكبير التي هي عليه اليمن اليوم، فإني أجرؤ على التصريح بإعتقادي الراسخ بأن قطاع السياحة، وبدعمكم ومساعدتكم يمكن له أن يقوم بدور محوري وأساسي لإنتشال اليمن من حالته المزرية ويضعها على مسار راسخ بالأمل لإعادة الإعمار والتقدم والازدهار.
وفعلًا وبهذا الصدد، تجدر الإشارة إلى التوقعات ذات الصلة في التقرير السنوي لمجلة الإيكونومست هذا العام، “العالم في عام 2017″، والذي جاء فيه أنه من المتوقع أن يحقق اليمن أعلى نمو للناتج المحلي الإجمالي في العالم في فترة ما بعد الصراع .

ولعله يستوجب المقام هنا أن أتقدم بخالص شكري وتقديري الكبير لمعالي الأمين العام للمنظمة، الدكتور طالب الرفاعي، على روحه الوثابة ورؤيته الآسرة وتعبيره عن النوايا الحسنة لمنظمة السياحة العالمية وإلتزامها اللامحدود بدعم ومساندة اليمن في هذه الوقت العصيب الذي تمر به. إن معالي الدكتور الرفاعي لم يؤكد فقط على رغبته بزيارة جزيرة سقطرى اليمنية التي قد أعلنتها منظمة اليونسكو قبل عقد من الزمان كأحد مواقع التراث العالمي، ولكنه في الأسبوع الماضي وقبل أربعة أشهر من نهاية مدة ولايته كتب إلى حكومتي قائلا:
“أودّ أن أؤكد على حرصي الشديد على دعم جهوداليمن الدؤوبة من أجل إعادة بناء قطاع السياحة بها وتعزيز دوره كقاطرة للتنمية الإقتصادية والإجتماعية المستدامة ووضع إطار شامل للتعاون بين وزارة السياحة اليمنية الموقرة والمنظمة”

وبهذا الصدد وبإسم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، أغتنم هنا هذه الفرصة لتوجبه الدعوة إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وكذا لمعالي الدكتور الرفاعي لزيارة جزيرة سقطرى الساحرة؛ والدعوة كذلك موصولة إلى وزراء السياحة في مصر والبحرين، العضوين الآخرين اللذين يمثلان اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط في المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية. وأنا على يقين من أن تلك الزيارة لجزيرة سقطرى الفريدة بذاتها سوف تكون تجربة في غاية الروعة قد لا تضاهيها زيارات مثيلة لجزر أخرى.

وغني عن البيان التأكيد على أن اليمن يشيد بروح التوافق والإجماع التي سادت تعيين الأمين العام الجديد للمنظمة، ونود الإعراب عن خالص تهانينا للسيد زوراب بولوليكاشفيلي ونرحب بتسلمه مقاليد هذا المنصب. نحن على ثقة من أن السيد زوراب سوف يواصل التقدم بإرث الإنجازات العظيمة التي حققها الدكتور الرفاعي.

وأخيرًا وليس بأخر أودّ التأكيد على أَنِّي والعديد من الآخرين كنٌا على يقين وسنواصل الرهان على أن هذه الدورة الثانية والعشرين للجمعية العمومية للمنظمة في جمهورية الصين الشعبية، بلاد التنين الذهبي الساحرة وفي مدينة تشنجدو الفاتنة، عاصمة أرض الباندا الجميلة، سيتشوان، سوف تكون نقطة انطلاق تاريخية نحو مزيد من تسخير وتعزيز القوة التحويلية الهائلة لقطاع السياحة على طريق الازدهار والسلم والرفاهية للبشرية كلها في كل كوكبنا الرائع.

ﺷﻜﺮًﺍ، تشي تشي