الحديدة على موعد مع انتفاضة عسكرية ضد مليشيا الحوثي الانقلابية

- ‎فيأخبار اليمن, تقارير

تقف محافظة الحديدة(غربي اليمن) على صفيحاً ساخن ضد مليشيا التمرد الذي اجتاحت المحافظة في 14 مارس/ آذار 2015 , وفرضت بالقوة ظروف صعبة على العامة، والعسكرين خاصة.

وتحديدا منتسبي القوات البحرية والدفاع الساحلي ، الذين تتجرع آسرهم معاناة مضاعفة بعد غياب الراتب عنهم منذ 8 أشهر بل وممارسة الاقصاء والتمييز بحقهم عن باقي موظفي الدولة .

واصبح ذلك اليوم المشؤوم الذي تفاجأوا به، من اتباع أساليب رخيصة قام بها الانقلابيون في الصعود إلى هرم السلطة واسقاط المعسكرات الذي سلمت بتواطؤ رخيص ومخزي من قادة عسكرين مواليين للمخلوع صالح.

وشهدت اليومين الماضيين غليان متصاعدا في اوساط منتسبي القوات البحرية والدفاع الساحلي ضباط وجنود بعد ان صادرت رواتبهم كغيرهم من منتسبي المؤسسة العسكرية، بل ورفضت صرف جزء من راتب شهر أبريل الذي صرفته لكافة موظفي الدولة ومنتسبي الجيش والأمن.

حيث اعتبروا ذلك بالخطوة “الإستفزازية” التي تأتي بعد سجل حافل من تعرضهم للتهميش والإقصاء والنظرة الدونية في تعامل المليشيات معهم.

ولم تحرمهم وتستثنيهم المليشيات من مصدر دخل آسرهم وقوتهم الأساس ممثلا بالراتب الذي يمثل العمود الفقري في حياتهم المعيشية، بل زجت بعشرات الجنود والضباط في سجونها، واقحمتهم بالقوة بمعاركها والخطوط الأمامية.

ويؤكد منتسبو هذه القوات بأن الإنقلابيين امتنعوا عن تسليم رواتبهم أسوة بزملائهم في بقية المعسكرات بالجيش والذي تقبع في مناطق سيطرتهم امثال قوات الحرس الجمهوري والقوات الجوية والوحدات الامنية ، وهو ما اعتبروه عقاب يستهدفهم منذُ ثمانية أشهر.

 في يقولون ان المليشيات تقول بصرف مبالغ هائلة على مسلحيها او ما تمسيهم باللجان الشعبية تقدر بالملايين الى جانب الراتب الشهري الذي يسلم لهم من حكومة صعدة الموازية لحكومة حبتور في صنعاء.

 

* كارثة ومأساة

يتحدث ضابط البحرية برتبة نقيب “فارع الأهدل”(اسم مستعار) بصوت شاحب :أن أسرته لم تعد تحتمل اسبوعا واحدا على المعيشة ، فالحوثيين لم يسلموا ريالاً واحداً منذ 8 أشهر.

 مضيفا : “إنها كارثة.. لا يتخيلها عاقل، الحياة المعيشية لأسرتي التي تتكون من (4 اناث) (3 ذكور )اصبحت لا تطاق.

ويتنفس الصعداء ويقول “القوت الضروري بالكاد يتوفر في منزله” ، يقول الأهدل بأنه اضطر للعمل في احد المحلات التجارية براتب زهيد، لكن عدم قدرته على ضغوط العمل اخرجه من العمل بعد اسبوعيين.

ومأساة الأهدل حالة واحدة بين مئات من حالات الجنود العسكرين في البحرية والدفاع الساحلي الذي نأت بعض من قواتها على الانخراط بالحرب والبعض الزم بالقوة بواجبات فرض عليه دوام مضاعف.

 ورغم هذا اعتبرت مليشيا الحوثي والمخلوع مزاولة اعملهم عملا اجباريا لا يتطلب اي مقابل كالراتب ، ولم تحترم اسرهم التي تركوها خلف ظهورهم مثقلة بالهم والجوع أن لم تكن الكوليرا والموت.

ويكشف الحرب عن ستار من فضلوا عدم المواجهة، فالبعض منهم تحامل على نفسة واجبرته عزة النفس على العمل متناسياً رتبته العسكرية ومنصبه الذي كان يعمل به قبل الانقلاب فلا هم لهُ بكل هذا سوى كيف يكسب لقمة عيش، يسد بها جوع اطفاله.

 فالوضع الذي فرضته المليشيا لا ينذر لحياتهم بسلام، يقول أحد منتسبي قوات الدفاع الساحلي بأن المليشيات كشفت عن جنين وهمي للمليشيات جاء بعد حمل أستمر لمدة ثمانية اشهر تمثل بولادة راتباً هزيلاً غير مكتمل.

ساخرا بأن هذا “المولود الوضيع ” لم يحصلوا عليه، حيث تعمدت المليشيات استثناء جميع منتسبي القوات البحرية والدفاع الساحلي منه شبة راتب انتظروه طويلا بعد وعود انتهت بكذبه هزيلة.

ويشكوا منتسبو هذه القوات بان المليشيات لم تكفي بذلك بل سبق وإن لوحت بالتهديد لإسكات الأصوات المطالبة بالراتب باتهامهم  بالعمالة والارتزاق والتقاعس ومساندتهم للتحالف العربي.

مشيرين الى ان المليشيات مارست عمليات اختطاف واعتقال جماعية لاتزال حتى اليوم تمارس بشكل بشع، وتعذيبهم  دون معرفة الأسباب ولا يزال مصير العشرات منهم مجهول حتى هذه اللحظة دون أدنى مراعاة لأهاليهم وأسرهم.

 

* نهب بالجملة

يروي عسكريون ما تعرضت له القوات البحرية والدفاع الساحلي من نهب وسرقة جميع اجهزة ومعدات الورشة الفنية بالصليف التابعة للواء الدفاع الساحلي تقدر بملايين الريالات وفي كارثة لم تحدثها الغارات التي تشن يوميا.

وقد تمادت المليشيات مؤخرا بنهب معدات ورش الصيانة ومخازن قطع غيار عربات النقل حتى وصل بهم الحال إلى سرقة اسلاك توصيل الكهرباء النحاسية، تحت ذريعة واهية أن طيران التحالف قام باستهدافها.

فالمعلومات تفيد انها لم تقف عند حد  نهب مخازن الاسلحة لتغذية حربها ضد الشعب اليمني،  بل تمادت الى نهب قطع غيار ومكائن الزوارق ومعدات الغواصين من مخازن القوات البحرية .

 وصادرت مخصصات وعلاوات كافة منتسبي قيادة قوات البحرية التي كانت تدفع لهم منذو عقود مما جعل امر الخلاص من المليشيا مطلب من أولويات اعمالهم.

 

* احتجاج وتصعيد

بحسب المصادر فقد بدأت طلائع وتشكيلات من قوة البحرية والدفاع الساحلي بالتنسيق والتفاعل الكبير بين ضباط وجنود لترتيب اقامت وقفات احتجاجية امام قيادة القوات البحرية ، تبعه تصعيد عبر خطوات ستبدأ بمظاهرة يجري التنسيق لها وتشكيل مجلس من كبار الضباط لإعلان القوات البحرية والدفاع الساحلي قوات مستقلة.

الأمر الذي يعتبره عسكريون انها قد تشكل نواة لانتفاضة عسكرية قد تهددت سيطرة المليشيات على المحافظة.

حيث يأتي هذا التحرك مع معلومات تكشف عن وجود تواصل من قيادات من في البحرية والدفاع الساحلي جري على قدماً وساق مع بعض الضباط والقيادات في الجيش الوطني المتمثل بالشرعية لغرض الانضمام والالتحاق بركب من سبقوهم من زملائهم بالجيش الوطني ، بعد إن ذاق بهم الحال ذرعاً لما آلت إليه الامور مع مليشيات لا تؤمن بالآخر ولا تعرف الا التعنت ونهب الحقوق والتفنن بكيل التهم بحسب ما يقول منتسبو هذه القوات.

وبحسب مصادر خاصة  بان ترتيبات تجري  ايضا مع بعض الضباط والقيادات في الجيش الوطني للشرعية بغرض انضمام القوات الذي لم تتمكن الالتحاق بسبب الرقابة اللصيقة وتتبعهم من قبل الإنقلابيين مما جعل حياتهم جحيما  وضاق بهم الحال ذرعاً.

كما حذر عدد من منتسبي القوات البحرية والدفاع الساحلي من ن اي ردة فعل او حماقات ستقوم بها المليشيات الانقلابية لخطواتهم التصعيدية المشروعة التي يجري التنسيق لها، وستتحمل تبعات اي مسارات عسكرية يتطلبها الوضع.

*الرصيف برس