مسلسلات رمضان 2017 في مصر.. مسلسلات البحث في الدفاتر القديمة والفورمات المكررة.

- ‎فيأخبار اليمن, فنون وأدب

يقول المثل الشعبي: “عندما يفلس التاجر يبحث في دفاتره القديمة” لكن التاجر المصري في الدراما يفتش في دفاتر غيره لأن الطلب على سوق الدراما أكبر من طاقة الورق في السيناريوهات الأصلية المصرية.

إذ اعتاد الجمهور العربي، والمصري بصفة خاصة، على مشاهدة أفلام مأخوذة من أفلام أجنبية، فيما أطلق عليه “تمصير” تلك الأعمال، وقليلاً ما كان يتم تكرار هذا الأمر في الدراما، ربما مرة في العام وليس في الموسم الرمضاني، بالإضافة إلى المسلسلات التي تقلد فورمات أجنبية وتم تقديمها من قبل مرتين.

ولكن هذا العام يشهد رمضان 2017 “انقلاباً” درامياً كبيراً، إذ يوجد عدد كبير من المسلسلات التي يشاهدها المشاهد تنتمي لمدرسة “تمصير مختلفة”.. في هذا التقرير نرصد أهم مسلسلات البحث في الدفاتر القديمة والفورمات المكررة.

 

عادل إمام يلعب مع الكبار من جديد

في عام 1991 قدم عادل إمام فيلماً من أفضل أفلامه، وهو فيلم “اللعب مع الكبار”، الذي تدور قصته حول “حسن بهنسي بهلول”، الشاب الذي يعيش حياة البطالة ولا يستطيع الزواج من خطيبته “هناء” التي تؤدي دورها “عايدة رياض”، وفي الوقت نفسه يرتبط بعلاقة صداقة مع “علي الزهار” الذي يقوم بدوره محمود الجندي.

الشاب يعمل في أحد السنترالات العامة المتحكمة في خطوط التليفونات الأرضية، ومن خلال عمله يستطيع التجسس على مجموعة من الفاسدين ويبلغ “حسن بهلول” تحركاتهم، والذي بدوره يتواصل مع ضابط أمن دولة يدعى “معتصم الألفي” يقوم بدوره حسين فهمي، ليبلغه بكل تلك الجرائم التي يعد لها هؤلاء المجرمون، ويعتقله في البداية ثم يصبح بعد ذلك مصدراً مهماً له لإيقاف العديد من الجرائم قبل وقوعها.

تدور قصة المسلسل الذي يذاع في رمضان حول “عدلي علام” الذي يعمل أمين مكتبة كبيرة، حيث تظهر له في إحدى المرات “عفريتة” من الجن، تقوم بدورها غادة عادل، لتخبره عن اختيار أهل الجن له لإخباره بالعديد من الأسرار عن رجال الأعمال الفاسدين، ثم يتفق عادل إمام مع صديق له يعمل رئيس تحرير لإحدى الصحف أن يكتب مجموعة من المقالات يكشف فيها عن جرائم هؤلاء الرجال الذين يريدون هدم مصر، ليتم بعدها الكشف عن شخصيته ويتعرض للسجن.

القصة هنا هي نفسها التي قدمها إمام في اللعب مع الكبار مع اختلافات قليلة، إذ تبدل صديقه موظف التليفونات بعفريتة، وتبدلت خطيبته النكدية بزوجته التي لا يطيقها، وتبدل ضابط الأمن برئيس تحرير، ولكن تظل القصة الأساسية كما هي، شخص يحصل على معلومات عن أشخاص فاسدين ويقرر فضحهم من خلال مساعدة آخرين، وتتشابه أحداث القصتين بنسبة كبيرة جداً مع تغيير الوسائل فقط.

 

أحمد فهمي يحاول تهدئة “عفاريت مراته”

لن يحتاج المشاهد لبذل مجهود كبير حتى يكتشف أن أحمد فهمي في مسلسله الجديد “ريح المدام” أعاد إحياء فيلم “عفريت مراتي”، الذي قدمه صلاح ذوالفقار وشادية في العام 1968، فمن المشاهد الأولى في المسلسل والتي ظهرت في الإعلان سيجد أن المسلسل هو نفسه الفيلم مع بعض الإضافات.

فيلم “عفريت مراتي” تدور قصته حول “صالح” الذي أدى دوره صلاح ذو الفقار، المتزوج من “عايدة”، التي أدت دورها شادية، والتي تعاني من إهمال زوجها لها وانشغاله الدائم بعمله، ما يجعلها تضيع وقتها في مشاهدة الأفلام في السينما التي تقع أمام منزلهما، لتصاب بمرض نفسي يجعلها تتقمص الشخصية التي تشاهدها وتظن أنها هي بالفعل، مما يضطر زوجها كل مرة لعدم محاولة إخراجها من تلك الشخصية، ليقوم في النهاية بتقمص شخصية “حواش” لكي يعالجها.

أما في مسلسل “ريح المدام” فإن الأمر يستلزم بعض الإضافات لتكفي الفكرة 30 حلقة، إذ تدور القصة حول “سلطان” يؤدي دوره الممثل أحمد فهمي، المتزوج من “داليا” وتؤدي دورها الممثلة مي عمر، والتي تتعرض لحادث مروري جعل شخصيتها تنقسم إلى عدة شخصيات بداخلها وجميعها لا تذكر زوجها، ولكي يعالجها عليه أن يتزوج كل تلك الشخصيات من البداية.

ستقوم مي عمر بتجسيد شخصية مختلفة كل فترة كما كانت تفعل شادية، وعلى أحمد فهمي مجاراتها كما كان يفعل صلاح ذو الفقار، وحل أكرم حسني في المسلسل محل عادل إمام في الفيلم، والذي اختلف فقط هو المبرر لتقمص تلك الشخصيات، فبدلاً من السينما جاء الأمر عن طريق حادث بالسيارة.

 

ياسمين عبد العزيز قد تدخل القائمة

وعلى الرغم من أن قصة مسلسل “ريح المدام” الذي تقوم ببطولته ياسمين عبد العزيز ومعها مصطفى خاطر لم يتم الإعلان عن تفاصيلها حتى الآن، إلا أن الإعلان الأول للمسلسل بالإضافة لبعض التسريبات من الكواليس تؤكد أن العمل يدور في نفس إطار فيلم “عفريت مراتي” مع قليل من الاختلافات.

 

تمصير Lost في “الـ لالا لاند”

بعد عامين من النجاح الكبير، تستمر دنيا سمير غانم في تقديم أعمالها كأحد أبطال شهر رمضان، الفنانة الشابة قدمت “لهفة” عام 2015 وحققت نجاحاً جيداً، ثم قدمت في العام التالي مسلسل “نيللي وشريهان” مع شقيقتها إيمي سمير غانم، واستطاعت أن تصبح الأعلى مشاهدة على موقع الـYoutube خلال شهر رمضان، متفوقة على يوسف الشريف الذي جاء في المركز الثاني بمسلسله “القيصر”، ليصبح أكثر المسلسلات مشاهدة في شهر رمضان على موقع الفيديوهات الشهير.

وقد ساعد نجاح أعمال دنيا سمير غانم في جعل الجمهور يثق في اختياراتها التالية، لذلك بعد الإعلان عن دخولها تصوير مسلسل “الضايعين”، الاسم الأول للمسلسل، تأكد الجمهور أن التجربة ستكون مختلفة، ولكن بعد طرح الإعلان الأول للمسلسل والكشف عن قصته وتغيير اسمه إلى “في اللالا لاند”، تأكد الجمهور أن المسلسل مأخوذ عن قصة المسلسل الأميركي الشهير Lost.

والذي تدور قصته حول طائرة تحمل جنسيات مختلفة، تقع بمجموعة من الركاب على جزيرة مهجورة ولا يستطيع الأشخاص الذين سقطت بهم الطائرة في الخروج من الجزيرة، ليبدأوا في محاولة التعايش مع بعضهم على الرغم من ثقافاتهم المختلفة، ويتذكر كل منهم خلال الأحداث ما مر به في حياته قبل وصوله إلى تلك الجزيرة، ويتطور الأمر فيما بعد في الأجزاء التالية من المسلسل.

القصة في المسلسل الأميركي تم تقديمها بطابع درامي مأساوي إلى حد كبير، ولكن في المسلسل المصري الجديد الذي تقوم ببطولته دنيا سمير غانم تدور الأحداث في إطار كوميدي تماماً، حيث تقع الطائرة بمجموعة من المصريين على الجزيرة التي يضطرون للتعايش عليها معاً، لعدم قدرتهم على الخروج منها أو التواصل مع أحد خارج تلك الجزيرة لإخراجهم منها، وينتج عن تعاملهم مع بعضهم العديد من المواقف الكوميدية.

 

“حلاوة الدنيا”.. الفورمات الأجنبي مستمر

في عام 2015 قدم السيناريست تامر حبيب مسلسل “طريقي” الذي قامت ببطولته المطربة شيرين عبد الوهاب في أول بطولة درامية لها، وهو مسلسل مأخوذ من فورم مسلسل كولومبي، وحقق المسلسل نجاحاً جيداً وقتها، وفي عام 2016 كرر السيناريست تامر حبيب التجربة في مسلسل “غراند أوتيل” الذي قام ببطولته مجموعة من الفنانين منهم عمرو يوسف، محمد ممدوح، أمينة خليل، سوسن بدر وأنوشكا، وهو مسلسل مأخوذ عن فورم مسلسل إسباني، وحقق “غراند أوتيل” وقتها نجاحاً كبيراً، وأشاد به الجميع وكان نجومه ضيوفاً على كل البرامج الفنية بعد شهر رمضان.

ويبدو أن السيناريست تامر حبيب وجد أن الفورم الأجنبي يلاقي نجاحاً في مصر، فقرر تكرار التجربة للمرة الثالثة في مسلسل “حلاوة الدنيا” الذي يقوم ببطولته التونسيان ظافر العابدين وهند صبري، وتدور قصة المسلسل حول “أمينة” التي تكتشف قبل موعد زواجها أنها مريضة بالسرطان، لتتغير كل الخريطة التي كانت ترتبها لحياتها، وتبدأ في إعادة رسم خطوط جميع العلاقات مع من حولها من الأصدقاء والأقارب وكل المحيطين بها.

وقد قررت هند صبري خوض تلك التجربة بعدما وجدت أن فكرة الفورم الأجنبي تلاقي نجاحاً كبيراً مع الجمهور العربي، خاصة بعد نجاح “طريقي” و”غراند أوتيل”، وتعاونت مع شركة “بي لينك” المنتجة للمسلسل، والتي أنتجت المسلسلين السابقين وتعتبر متخصصة في التعامل مع تلك النوعية من المسلسلات، إذ كانت هند صبري ستقدم مسلسلاً مأخوذاً عن فور مسلسل أميركي مع المنتج طارق الجنايني، ولكن عدم اتخاذ خطوات تنفيذية في المشروع جعلها تتجه لشركة “بي لينك” لإنتاج المسلسل لها.
 |