الامارات ترسل وفدا الى عدن لدراسة الخيارات المتاحة لاحتواء تداعيات القرارات الرئاسية المفاجئة

- ‎فيأخبار اليمن

مساع سعودية – إماراتية لاحتواء بوادر انقسام عميق في معسكر تحالف الحكومة اليمنية، على خلفية قرارات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي التي أطاحت بحلفاء الامارات في مدينة عدن.

وقالت وكالة الأنباء السعودية “واس”، ان العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز اجتمع الليلة الماضية في مدينة جدة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية.
ولم تورد الوكالة السعودية اي تفاصيل عما دار في اللقاء، لكنها قالت ان العاهل السعودي جدد حرص بلاده على دعم الحكومة الشرعية “بكل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في الأراضي اليمنية”، غير ان مصادر مونت كارلو الدولية وفرانس24 افادت ان الاجتماع ركز على خلفيات القرارات الرئاسية وتداعياتها المحتملة على الأوضاع الأمنية في المحافظات الجنوبية والعمليات العسكرية عند الساحل الغربي.

في المقابل، أرسلت الإمارات وفدا خاصا للقاء المحافظ المقال عيدروس الزبيدي وحلفائه في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال لدراسة الخيارات المتاحة لاحتواء تداعيات القرارات الرئاسية المفاجئة.
والى جانب خيار القبول بالقرار الرئاسي، تتضمن الخيارات أضا تراجع الرئيس اليمني عن قرار اقالة المحافظ الزبيدي، مقابل اعتراف الأخير بشرعية الحكومة القائمة وتأمين مقاراتها في العاصمة المؤقتة عدن.

وأمس السبت أبلغت الرئاسة اليمنية المسؤولين المشمولين بقرارات التعيين تأجيل اداء اليمين الدستورية الى وقت لاحق من الاسبوع.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اصدر الخميس، قرارات بإقالة محافظ عدن عيدروس الزبيدي، ووزير الدولة هاني بن بريك المدعومين من الامارات، في خطوة اثارت انزعاج الحليف الرئيس للسعودية في حربها ضد الحوثيين في اليمن.

وجاءت قرارات الرئيس هادي باقالة الزبيدي، و بن بريك بعد ساعات من توتر أمني كبير في مطار عدن الدولي عقب قيام قوات موالية للوزير بن بريك، بإيقاف قائد اللواء الرابع حماية رئاسية مهران القباطي في المطار، واجباره على العودة بطائرة خاصة إلى العاصمة السعودية الرياض.

وهذه هي المرة الثانية من نوعها التي تشهد فيها مدينة عدن توترا بين فصائل عسكرية جنوبية موالية للرئيس هادي واخرى مدعومة من الامارات خلال اقل من ثلاثة أشهر.

وأدت اشتباكات عنيفة بين وحدات من الحماية الرئاسية وقوات ما يعرف بالحزام الأمني المدعومة من الإمارات منتصف فبراير الماضي، الى وقف الملاحة الجوية في مطار عدن لمدة أسبوع، على اثر تدخل مروحيات إماراتية ضد القوات الموالية للرئيس هادي في محيط المطار الدولي.

وبموجب القرارات عين الرئيس اليمني مستشاره الاقتصادي الليبرالي عبدالعزيز المفلحي محافظا لمحافظة عدن التي أعلنتها السلطات المعترف بها دوليا عاصمة مؤقتة للبلاد.

وأمس الأحد، التقى السفير الامريكي لدي اليمن ماثيو تولر في العاصمة السعودية الرياض محافظ عدن الجديد عبد العزيز المفلحي، في مؤشر على دعم امريكي لقرارات الرئيس هادي.

وأثارت القرارات الرئاسية الاخيرة جدلا سياسيا واسعا في الشارع اليمني، فيما دعت فصائل متشددة في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال المحافظ الزبيدي، الى رفض قرار اقالته، الذي اعتبر “بمثابة اعلان حرب جديدة على الشعب العربي في الجنوب”، حسب ما جاء في بيان رسمي للمجلس الأعلى للحراك الانفصالي.

وواصل المئات من أنصار الحراك الجنوبي مسيرات احتجاجية في بلدات جنوبية عدة للتنديد بالقرارات الرئاسية، ودعما للمحافظ المقال الذي يعد ابرز قيادات الحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط عن الشمال. ويأتي هذا الانقسام في وقت تعصف فيه الخلافات بين حلفاء الحرب المحليين على حد سواء.

ففي صنعاء، منع الحوثيون الوزير في حكومتهم هشام شرف عبدالله القريب من الرئيس السابق، من دخول وزارة التخطيط، بعد ايّام من تعيينه على راس الوزارة الى جانب منصبه كوزير للخارجية.

ميدانيا.. تواصلت المعارك العنيفة بين القوات الحكومية وحلفائها من جهة والحوثيين وقوات الرئيس السابق من جهة ثانية عند الساحل الغربي على البحر الاحمر والشريط الحدودي مع السعودية، تزامنا مع ضربات جوية واسعة لمقاتلات التحالف شمالي ووسط وجنوبي غرب البلاد.

وأفادت مصادر عسكرية حكومية، بسقوط عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين وقوات الرئيس السابق بينهم قيادات ميدانية بالمعارات المستمرة منذ ثلاثة اسابيع في محيط قاعدة خالد بن الوليد العسكرية شرقي مدينة المخا على الطريق الممتد الى مدينة تعز جنوبي غرب البلاد.

وأكدت تلك المصادر مقتل ثمانية مسلحين حوثيين بينهم قياديان بغارات جوية لمقاتلات التحالف العربي، شمالي القاعدة العسكرية الحصينة المترامية الأطراف.

وكثفت مقاتلات التحالف العربي خلال الساعات الأخيرة من ضرباتها الجوية عند الساحل الغربي على البحر الأحمر، مستهدفة مواقع وتعزيزات للحوثيين في مديريات المخا وموزع والوازعية غربي مدينة تعز.

وذكرت مصادر ميدانية، ان فرقا هندسية تابعة للقوات الحكومية تعمل على تطهير التلال المتاخمة لمعسكر خالد من الألغام والعبوات الناسفة.

وكانت القوات الحكومية نجحت منتصف الشهر الجاري في تنفيذ خطة التفاف مباغتة مدعومة بقوات سودانية، قادتها الى أسوار القاعدة العسكرية الاستراتيجية الواقعة عند مفترق طرق بين مدينة تعز، ومدينتي المخا والحديدة الساحليتين على البحر الاحمر.

الى ذلك قالت مصادر متطابقة ان قوات التحالف دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة لحلفاء الحكومة في تعز استعدادا لمعركة وشيكة لاستعادة مديريتي الوازعية ومقبنة غربي المحافظة الممتدة الى مضيق باب المندب عند المنفذ الجنوبي للبحر الأحمر، بالتزامن مع المعارك المحتدمة في الساحل الغربي.

كما سقط قتلى وجرحى من الحوثيين والقوات الحكومية بتجدد المعارك بين الطرفين في محيط معسكر التشريفات شرقي مدينة تعز، حسب ما افادت مصادر اعلامية من طرفي الاحتراب.

في الاثناء، شهدت الساعات الأخيرة تصعيدا للعمليات القتالية وتبادل القصف المدفعي والصاروخي بين حلفاء الحكومة والحوثيين على طول الشريط الحدودي مع السعودية.

وتحدثت قناة المسيرة التابعة للحوثيين بسقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات السعودية بقصف مدفعي وصاروخي على مواقع حدودية في منطقة جازان المتاخمة لمحافظتي صعدة وحجة من الجانب اليمني.

وفي المقابل شنت القوات البرية السعودية قصفا مدفعيا على مواقع مفترضة للحوثيين في مديريتي منبه ورازح غربي محافظة صعدة المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين شمالي البلاد.

وشن الطيران الحربي خلال الساعات الأخيرة سلسلة غارات جوية تركزت معظمها على مديريات المخا والوازعية وموزع ومقبنة عند الساحل الغربي لمحافظة تعز، ومديرية الظاهر غربي محافظة صعدة الحدودية السعودية.
كما هزت انفجارات عنيفة العاصمة اليمنية الليلة الماضية في أعقاب غارات عنيفة استهدفت قاعدة الديلمي الجوية في محيط مطار صنعاء الدولي.

على صعيد الحرب على الارهاب، افادت مصادر محلية في محافظة مأرب شمالي شرق البلاد، بمقتل 4 عناصر من القاعدة بغارة جوية دون طيار استهدفت سيارة في مديرية “الجوبة” جنوبي المحافظة النفطية الشمالية.

وجاء الهجوم الجديد بعد ساعات من مقتل عنصرين من القاعدة بغارة مماثلة في مديرية الروضة شرقي محافظة شبوة الجنوبية.

ومنذ وصول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، كثف الجيش الأمريكي من عملياته العسكرية ضد معاقل تنظيم القاعدة في محافظات جنوبي ووسط اليمن.

واعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، شن اكثر من 80 غارة جوية بطائرات دون طيار على معاقل القاعدة في اليمن منذ نهاية فبراير الماضي، وهو ما يتجاوز ضعف اجمالي عدد الغارات المسجلة خلال العام الماضي.

وأسفرت العمليات الأمريكية المستمرة منذ مطلع العام الجاري عن سقوط نحو 100قتيل بينهم مدنيون حسب مصادر يمنية وأمريكية متطابقة.