إضراب لأساتذة جامعة صنعاء يثير مخاوف الحوثيين

- ‎فيأخبار اليمن, تقارير

يواصل أساتذة جامعة صنعاء إضرابا شاملا للأسبوع الثاني احتجاجا على عدم تسلمهم رواتبهم لأكثر من أربعة أشهر، في خطوة وصفها محللون سياسيون بأنها قد تكون بداية لحراك نقابي وجماهيري يشمل جميع المرافق والمؤسسات الحكومية يهدف لإنهاء سيطرة مليشيا الحوثي على مفاصل الدولة اليمنية.

وأكدت نقابة هيئة التدريس بجامعة صنعاء في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه، على مواصلة الإضراب الشامل، الذي بدأ في السابع من يناير/كانون الثاني الجاري، وطالبت بعدم تسليم أسئلة الامتحانات الفصلية في جميع الكليات والأقسام.

كما حذرت النقابة من عقد الاختبارات الفصلية، وأشارت إلى عدم جواز عقدها قانونا في ظل الإضراب، وحملت أي خرق للإضراب من قبل أي عضو في هيئة التدريس المسؤولية الأخلاقية تجاه زملائهم وزميلاتهم الذين قالت إنهم “يذوقون الأمرين في حياتهم المعيشية”.

ودعت النقابة أعضاءها إلى الإبلاغ عن أية حالة من حالات التهديد أو الضغط غير القانوني التي قد يواجهونها من قبل عناصر ومسلحي مليشيا الانقلاب، كما أهابت بأساتذة الجامعة “عدم الالتفات لأي شائعات أو تهديدات تصدر من هنا أو هناك بهدف إضعاف موقفكم النقابي وحرمانكم من حقوقكم المشروعة”.

ويأتي إضراب أساتذة جامعة صنعاء في وقت يعاني فيه الموظفون بمؤسسات الدولة عسكريين ومدنيين من وضع معيشي صعب، بسبب امتناع مليشيا الحوثي عن دفع رواتب الموظفين منذ خمسة أشهر.

ولم يسلم الحوثيون رواتب الموظفين منذ سبتمبر/أيلول 2016 عقب قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تحرير البنك المركزي ونقل مقره من صنعاء إلى عدن، بعد قيام الحوثيين بالاستيلاء على الاحتياطي النقدي للبنك والذي تجاوز خمسة مليارات دولار.

تهديد واعتداء
وصاحب إضراب أساتذة الجامعة اعتداءات وتهديدات شملت عددا من المشاركين فيه وفي مقدمتهم رئيس نقابة هيئة التدريس بجامعة صنعاء محمد الظاهري، الذي أكد للجزيرة نت ثباتهم في المطالبة بحقوقهم، ورفض أي تهديدات بحقهم.

وفي تغريدة له بتويتر قال الظواهري ردا على تهديدات له بالتصفية “أيها الحوثيون، اعلموا أننا لا نخافكم، فكيف نخافكم والوطن وطننا واليمن يمننا، ألم أقل منذ سنوات: باقون في صنعاء وإن عظم الخطر”. وأضاف “لن نقبل حياة منقوصة الحقوق والحريات، فإما حياة بعز وإما نموت كراما”.

ويبدو الإضراب بالجامعة، وهو أول فعالية احتجاجية بمؤسسة نخبوية داخل صنعاء، مستفزا لمليشيا الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الذين يرون فيه تحديا لسلطتهم، خاصة وأن شعار الحوثيين هو “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”، ويعتبرون كل من يعترض على سياستهم أو يطالب بحقوقه خائنا وكل من يناضل سلميا يواجه بالقوة والقمع.

ويسعى الحوثيون وفقا لمراقبين إلى الهيمنة فكريا وإداريا على التعليم الجامعي وإقصاء “كل من لا يتماهى مع مشروعهم الطائفي والمذهبي، حيث يعملون على تغيير مناهج التعليم بما يتوافق مع فكرهم”.

وعمل الحوثيون على تمكين عناصر مؤيدة لهم في رئاسة الجامعة وإدارتها، بحسب مصادر خاصة للجزيرة نت، كما أحالوا 300 موظف وأستاذ جامعي للتقاعد، في وقت هاجر العشرات من الأكاديميين إلى خارج خوفا من بطش الجماعة المسلحة.

بداية مسار
ويعتقد محللون أن الإضراب بجامعة صنعاء قد يكون بداية لمسار نقابي وجماهيري رافض لمليشيا الحوثي، التي تخشى أن يتحول إضراب أساتذة الجامعة إلى إضراب شامل بالمرافق والمؤسسات الحكومية، مما يدفع لثورة شعبية ضدهم.

ورأى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء عبد الباقي شمسان أن استمرار إضراب جامعة صنعاء، وتقدم العمليات العسكرية لقوات الشرعية على تخوم صنعاء ومدينة تعز، سيعمل على رفع معنويات القوى المؤيدة للشرعية والرافضة لممارسات الانقلابيين.

وفي المقابل ستخفض الاحتجاجات المجتمعية معنويات الانقلابيين، “الذين سينقسمون إلى قسمين، قسم سيمارس أقصى درجات العنف، وهذا النوع غالبا عقائدي، وقسم آخر سيحاول أن يخفف من وتيرة العنف تخوفا من العواقب”، وفقا لشمسان.

وبرأي أستاذ علم الاجتماع السياسي فإن هناك “إحباطا عاما” بالشارع اليمني خاصة في صنعاء حتى لدى الجماهير المؤيدة للانقلابيين، يقابله احتقان شعبي وبارقة أمل لدى الجماعات المؤيدة للشرعية، وفق تعبيره.