التصعيد يتصدر المشهد اليمني.. والمقترحات الأممية لمجلس الأمن

- ‎فيأخبار اليمن
تصعيد ميداني وفي الخطاب السياسي للحوثيين وحلفائهم (فرانس برس)

سادت أجواء التصعيد الميداني في اليمن خلال الـ48 ساعة الماضية، مع بروز مؤشرات تهدد بانهيار مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الكويت، ووصلت شهرها الثاني دون أي تقدم ملموس، باستثناء ما تحدث عنه المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والذي يعرض، اليوم الأربعاء، على مجلس الأمن رؤيته التي يتبناها كحل للأزمة في البلاد.

وتصاعدت المواجهات المسلحة في أربع محافظات يمنية خلال اليومين الماضيين، إذ تمكنت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية الموالية للشرعية من التقدم في مناطق عديدة في مديرية نِهم شرق صنعاء، ومديريتي بيحان وعسيلان في محافظة شبوة، ومناطق عدة في محافظة الجوف، فضلاً عن مواجهات وقصف متبادل في أطراف مأرب الغربية المحاذية لصنعاء.

وأفادت مصادر في المقاومة الشعبية، لـ”العربي الجديد”، بأن مسلحي جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) والموالين للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، خسروا خلال المعارك الأخيرة العشرات من مسلحيهم، بالإضافة إلى خسائر مادية في المعدات والآليات المختلفة، فضلاً عن المواقع العسكرية التي كانوا يتمركزون فيها، وتمكنت قوات الشرعية من السيطرة عليها. فيما اتهم الانقلابيون طائرات التحالف بتنفيذ العديد من الغارات شرق صنعاء وفي الجوف.

وتبادل الطرفان الاتهامات بالبدء بخرق وقف إطلاق النار الذي بدأ منذ العاشر من أبريل/نيسان الماضي، حيث أعلنت مصادر في المقاومة وقوات الشرعية أن التحركات جاءت رداً على استمرار الخروقات، فيما احتج الحوثيون، عبر ممثلين في لجنة التنسيق والتهدئة المتواجدة في الكويت، والتي علقت أعمالها الثلاثاء الماضي، احتجاجاً على الخروقات التي اتهمت بها التحالف والقوات الحكومية.

ورفع من وتيرة مؤشرات التصعيد بيان أصدره رئيس المجلس السياسي لجماعة “أنصار الله”، صالح الصماد، قال فيه إن خصومهم مستمرون بالتصعيد، واتهم التحالف والقوات الحكومية بالسعي لمواصلة الحرب، وقال إن “التحشيدات العسكرية الهائلة تتقاطر أرتالاً من المنافذ السعودية باتجاه جبهات القتال في مأرب وشبوة والبيضاء والجوف ونهم والزحوفات الواسعة في كل الجبهات مسنودة بالغارات الجوية في أغلب المحافظات”، واتهم السعودية بالمساهمة بالأزمة الاقتصادية التي تمر بها، وأطلق تهديدات بأن على السعودية ومن يدفعها أن “يتذكروا أن مليون لاجئ صومالي عبروا البحار للوصول إلى شواطئ اليمن فراراً من الوضع الاقتصادي الذي هدد بلادهم”، و”أن 27 مليون يمني سيأخذون أقواتهم من على شفرات سيوفهم، وأن آلاف الكيلومترات من الحدود مع جارتهم الكبرى لن تكون بمنأى عن أي تداعيات اقتصادية” يهدف من وصفه بـ”العدوان” لتحقيقها.

ولم تقتصر تلميحات الحوثيين بالانسداد السياسي على تصريحات الصماد، بل لمّح الناطق باسم الجماعة، ورئيس وفدها إلى الكويت، محمد عبدالسلام، بدعوة إلى تشكيل حكومة انقلابية في حال فشل المشاورات، وقال إنه إذ تعثر “الحل العادل” بات على من وصفها بـ”القوى الوطنية” أن “تسُد الفراغ بتشكيل حكومة لخدمة الشعب اليمني ومواجهة التحديات”، حد تعبيره.

وتزامنت هذه التطورات مع فتور في مسار المشاورات، التي جرى تعليق جلساتها المباشرة الأربعاء، في ضوء انشغال المبعوث الأممي بتقديم إفادته لجلسة خاصة في مجلس الأمن الدولي، فيما كانت الجلسات الثلاثاء قد اقتصرت على لقاءات منفصلة لولد الشيخ بالوفد الحكومي، الذي أثار مطلباً جديداً بإبعاد المشمولين بالعقوبات الدولية قبل أي اتفاق سياسي، في إشارة إلى صالح والحوثي.

وعلى الرغم من الفتور في جانب الجلسات المشتركة، شهدت الكويت العديد من اللقاءات الدبلوماسية بين سفراء دول أجنبية معتمدين لدى اليمن وبين الوفدين، كما شهد الأربعاء لقاء بين نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجارالله، والمبعوث البريطاني إلى اليمن، ألن دنكن، وعقد ولد الشيخ، أيضا، لقاءً مع مجموعة سفراء الدول الـ18 المعنية بالأزمة في اليمن، وتضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، ودول مجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأوروبي.

وفي السياق، أعلن ولد الشيخ أنه سيعرض اليوم الأربعاء، على جلسة خاصة بمجلس الأمن حول اليمن، إفادة حول تطورات المشاورات، وسيعرض المقترحات المقدمة من الجانب الأممي كرؤية مستوحاة من المقترحات التي تقدم بها الطرفان للتوصل إلى حل للأزمة في البلاد.

وكان لافتا أنه، وعلى الرغم من الانسداد الواضح في طريق المشاورات، وعودة الأطراف للتلميح بعودة الحرب، جاء إعلان المبعوث الأممي مخالفاً، وقال، في بيان فجر الأربعاء: “نحن نقترب من التوصل إلى رؤية عامة تضم تصور الطرفين للمرحلة المقبلة”، مضيفاً: “نعمل الآن على تذليل العقبات الموجودة، والتطرق إلى كل التفاصيل العملية لآلية التنفيذ، مما يجعل الجلسات أكثر حساسية، ويجعلنا أقرب للتوصل إلى انفراج شامل”.