خلافات الحوثي وصالح في صنعاء .. تصعيد وتحشيد وتجدد للاشتباكات وترقب بانفجار الوضع عسكريا

- ‎فيتقارير

بفعل التوترات العسكرية والمواجهات بين طرفي الانقلاب، دخلت العاصمة صنعاء دائرة القلق أكثر من أي وقت مضى، ودخل معها التحالف بين الانقلابيين مرحلة اللاعودة.
 
حجم الخسائر التي وصلت الى ما يقارب 30شخصا بين قتيل وجريح تكشف عمق الخلافات هذه المرة بشكل كبير، والى جانبها استمرار الاشتباكات المتقطعة التي تشهدها بعض احياء العاصمة صنعاء، خصوصا تلك التي يسكن فيها افراد اسرة صالح وقياداته السياسية والعسكرية.
 
وشهد كل من الحي السياسي، وحدة وشارع الجزائر، توترات واشتباكات متقطعة، بين الجماعات المسلحة التابعة للحوثيين وبين جماعات وحراسات منازل افراد اسرة صالح وتحديدا حراسة وافراد طارق محمد عبد الله صالح.
 
وحسب سكان محليون في الحي السياسي، تحدثوا لـ “الموقع بوست”، فأن التوترات تكبر بين ساعة وأخرى في هذه الاحياء، وباتت التحركات فيها محسوبة ومرصودة. مشيرة الى ان اطقم عسكرية تابعة لجماعات الحوثي وعلى متنها مسلحين، تتوافد الى هذه الاحياء بين وقت واخر، وباتت الاحياء تحت المراقبة الشديدة ان لم تكن محاصرة بطبيعة الفعل.
 
وعاشت العاصمة صنعاء قبل أمس الخميس ليلة غير مسبوقة في الاشتباكات والمواجهات المتقطعة، بل في التحشيد العسكري، في مؤشر جعل انفجار الوضع عسكريا بشكل واسع امرا وشيكا.
 
المعادلة العسكرية لصالح من؟
 
ووفقا لمؤشرات وكثير من المعطيات العسكرية على الأرض، يظهر صالح في موقف ضعيف، ولهذا يسعى الى إيجاد وتفعيل الوساطة القبلية كلما تحركت المواجهات وعادت الى الواجهة، واشتبك انصاره مع جماعة الحوثي.
 
وتفيد معلومات “الموقع بوست” بان المعادلة العسكرية تبدو لصالح الحوثيين، حيث ان 80% من السيطرة والقوة باتت بيد الحوثيين، الامر الذي اظهر صالح في موقف ضعيف.
  
الجديد في سياق هذه التطورات هو استمرار الاشتباكات في بعض احياء صنعاء، حتى وقت كتابة هذا التقرير وقبل ساعة من الان، على الرغم من حديث عن سعي الطرفين الى التهدئة عبر وساطات قبلية.
 
ونقل سكان محليون لـ “الموقع بوست” سماعهم أصوات اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والاربيجي، مشيرين الى انهم يشاهدون القذائف والرصاص المبتادلة في أوساط بعض الاحياء.
 
ووفق مراقبون، تحدثوا لـ “الموقع بوست”، إن الحوثيين يريدون كسر شوكة صالح عبر كسر افراد اسرته العسكريين، فطارق صالح هو اهم تعبير عن حضور اسرة صالح في الحرس الجمهوري في ظل غياب نجله احمد، وأن استهدافه هو استهداف لهذه الصلة ورمزية القيمة التي يمثلها.
 
اليوم المؤتمر وصالح في وضع دفاعي والحوثيين اقوى، لكن المفاجئات ممكنه، وتطورات الامور تقول ان الحوثيين لن يقبلوا التراجع قبل تحقيق الحد الادنى، خصوصا بعد تعرض هيبتهم للمس.
 
والشاهد حاليا هو تصعيد عسكري متناسب، ولن يرد صالح الا تبعا لمستوى هجوم الحوثيين، سعيا لاعطاء مساحة للوساطات ووضع الكره في ملعب الحوثيين بما يحفظ القليل من ماء وجههم.
 
الخلافات تتوسع الى الوسط الشعبي
 
وفي حين تسعى لجان الوساطة الجديدة هذه في إيقاف التوتر، كانت الخلافات والمواقف وما تزال تأخذ مسارات مختلفة وفي أكثر من اتجاه،  فبعد صلاة الجمعة هتف أنصار صالح امام بعض المساجد هتافات “لا حوثي بعد اليوم”، ما يشير الى ان التعبئة من قبل الطرفين اخذت تمتد من الأوساط العسكرية الى الأوساط الشعبية.
 
هذا التطور، يقول عنه البعض انه أحد أوراق صالح التي يقوم بتحريكها الان ضد الحوثيين، خصوصا بعد ان صار ضعيفا على مستوى المربع العسكري.
 
وامام جامع الصالح هتف المصلون بعد صلاة الجمعة التي حضرها نجل شقيق صالح العميد طارق، شعارات وهتافات تطالب برحيل الحوثيين من صنعاء والكف عن ممارستها العبثية وفسادها الكبير.
 
صالح يحرك القبيلة لمساندته
 
قبائل طوق صنعاء هي الأخرى الان، يسعى صالح الى الاستنجاد بها والاستعانة بموقف منها وتحرك إذا ما وجد.
 
ظهر الجمعة الاخيرة ظهرت جماعة من قبائل حاشد وأصدرت بيان جاء فيه: “تدعو قبيلة حاشد الزعيم علي عبد الله صالح والسيد عبد الملك الحوثي إلى احترام الشراكة بين المؤتمر وأنصار الله وتطالبهم بتحكيم العقل وكبح جماح العناصر المتهورة في الطرفين وإسكات الأصوات النشاز التي لا تخدم سوى العدوان”.
 
وقال البيان “تحذر قبيله حاشد من المحاولات الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار وفي المقدمة صنعاء الحضارة والتاريخ التي كانت وستظل عاصمة لكل اليمنين، كما أنها تعلن رفضها المطلق لأي اعتداء على مؤسسات الدولة والمجتمع والممتلكات العامة والخاصة والتعدي على الشخصيات الاعتبارية في منازلها، وكذا رفضها لأي توظيف سياسي أو مذهبي للمساجد والمدارس والانحراف بدورها بعيدا عن التعليم وتعزيز قيم الإخاء والمحبة بين إبناء الوطن الواحد”.
 
واتهم البيان الصادر عن قبيلة حاشد جماعة الحوثي، بفرض سيطرتها بالقوة على السلطة، والزج بالعشرات من ابناء القبائل في السجون، حيث قال البيان: “بما أن أنصار الله فرضت نفسها بالقوة كسلطه أمر واقع واستحوذت على القرار في جغرافيا قبيله حاشد فقد توالت الممارسات التي ارتكبتها عناصر تنتمي لها وأزهقت أرواح عدد من أبناء القبيلة وزُج بالعشرات في السجون التابعة لها، ولم يجد مشائخ القبيلة من قيادات أن أنصار الله إزاء ذلك سوى التسويف والمماطلة، ولذا فإن قبيله حاشد تطالب عبدالملك الحوثي بإلزام قيادات الحركة بالبت في هذه القضايا، ومعالجة الاحتقان ومشاعر السخط لدى أبناء القبيلة نتيجة هذه المظالم المتراكمة، والتراخي في حلها، كما تطالب انصار الله (الحوثيين) بالتعامل مع القبيلة بما يليق بمكانتها وثقلها على مستوى الوطن وكلها ثقة بأن تجد آذان صاغية لهذه المطالب”.