نهم .. بوابة العبور لاستعادة الدولة وجحيم مفتوح على الانقلابيين

- ‎فيتقارير

وسعت قيادة قوات الجيش الوطني في المنطقة العسكرية السابعة من عمليتها العسكرية في جبهة مديرية نهم وتخوض معارك ضارية منذ منتصف الاسبوع الماضي ضد المليشيا الانقلابية.
وتولي القيادة السياسية ممثلة بالرئيس المشير عبده ربه منصور هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن صالح والقيادة العسكرية للجيش الوطني ممثلة برئيس هيئة الاركان العامة اللواء الركن دكتور طاهر العقيلي اهتماما بالغا بهذه الجبهة المحورية في معركة استعادة الحكومة الشرعية للدولة وانهاء انقلاب مليشيا المخلوع صالح والحوثي.
يقول الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني العميد الركن عبده مجلي ان زيارة نائب الرئيس لجبهة نهم عكست هذا الاهتمام البالغ من قبل القيادة السياسية وقيادة الجيش الوطني، والتي اكد من خلالها نائب الرئيس ان الجيش الوطني مع كل ابناء الشعب اليمني تحت قيادة الشرعية ماضون في عملية استكمال التحرير واستعادة الدولة اليمنية وتثبيت دعائم الاستقرار والسلام في اليمن والمنطقة وفق الخطط المرسومة والمدروسة.
واكد مجلي في تصريح خاص لـ “سبتمبر نت” ان الهدف الابرز من زيارة نائب الرئيس لجبهة نهم التواصل عن قرب مع قبائل طوق صنعاء والتي سيكون لها دورا ايجابيا مع الجيش الوطني اضافة الى الاطلاع عن كثب على سير الخطط العسكرية ومدى الجاهزية القتالية لتنفيذها.
انتصارات ساحقة:
حققت قوات الجيش الوطني خلال معارك الايام الماضية وبمساندة من قوات التحالف العربي تقدما ميدانيا كبيرا في الجبهة بالسيطرة على اكثر من خمسة وعشرين موقعا ومنطقة في نهم.
وتوغلت قوات الجيش الوطني في جبهة نهم الى اكثر من 30كم من الميسرة والميمنة والقلب. طبقا لما ذكره تقرير صادر عن المركز الاعلامي لمقاومة صنعاء.
وتؤكد المصادر الميدانية في نهم ان مركز المديرية “المديد” بات تحت السيطرة النارية لقوات الجيش الوطني وتتحكم بحركة الدخول والخروج اليه.
وتحكم قوات الجيش الوطني السيطرة في ميمنة الجبهة على مناطق المذيبة والبتيعات والنعيلة وصولاً إلى خط ” العروض” المؤدي الى الحرشفة والمغسال والذي يربط هران وأرحب بنهم ويتجه بفرع ثالث صوب منطقة ضبوعة والحول ويلتقي بخط صنعاء وكان قبل سيطرة قوات الجيش عليه تتخذه المليشيا خط امداد لمقاتليها في جبهة الميمنة.
كما تحكم قوات الجيش الوطني في الميمنة سيطرتها على قرى ضبوعة كالحنيشة وال جميدة وآل الحاج وعصيدة وقطامة وأجزاء من منطقة العظيمة التي تشرف على قريتي الطوقة والمعادي اضافة الى السيطرة على سد ضبوعة وواديها والخط الاسفلتي الممتد اليها.
وفي قلب الجبهة احكمت قوات الجيش الوطني السيطرة على سد بني بارق وقرية بيت أبو حاتم وبيت أبو علهان في وقت لا تزال فيه المعارك على اشدها.
وفي الميسرة سيطرت قوات الجيش الوطني على قرى الكيال والسود والمنصاع والفقيه وأجزاء من الكيال الخضر وصلا إلى المجاوحة وبني فرج والتقدم فيهما من الجهة الشمالية.
وتكبدت المليشيا الانقلابية خلال المعارك الاخيرة في نهم اكثر من 200 قتيل وجريح بينهم 11قياديا ميدانيا.
صنعاء هدف المعركة:
تكتسب المعركة في جبهة نهم اهميتها الاستراتيجية من بعدين عسكري والاخر سياسي، حيث تتمثل الاهمية العسكرية لجبهة نهم من كونها البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء وتحكم قوات الجيش الوطني سيطرتها على 80 % من المساحة الجغرافية للمنطقة وتتمركز في اهم المرتفعات الاستراتيجية.
اضافة الى ذلك يشكل التحرك العسكري المتسارع في الجبهة مفتتحا امام قوات الجيش الوطني لمزيد من التوسع والانتشار في جبهات جديدة في مختلف الاتجاهات كما تمكن الجيش من الوصول الى اهداف استراتيجية في عمق العاصمة صنعاء، ومبتدأ لحصر المعركة مع الانقلابين في نطاق جغرافي اضيق يعمل على شل حركتهم.
فيما تتمثل الاهمية السياسية للمعركة مع تحالف الانقلابيين في نهم كون قوات الحكومة الشرعية مدت نطاق تواجدها في اهم طوق قبلي يحيط بالعاصمة صنعاء وكسرته وعملت هذه الخطوة على اختراق الحاضنة الشعبية للانقلابيين.
ومنذ اندلاع معركة تحرير واستعادة نهم تعمل المليشيا الانقلابية بكل ثقلها في الجبهة لإدراكها ما يعني سقوط نهم وماذا بعد نهم، كما تدرك ان جبهة نهم هي بوابة عبور قوات الشرعية في استعادة الدولة والجحيم المفتوح الذي تكتوي بناره كل يوم.
ويؤكد العميد مجلي ان قيادة الجيش الوطني هدفها صنعاء وليس سواها معتبرا سيطرة قوات الشرعية على العاصمة صنعاء السيطرة على الجمهورية بشكل كامل.
وحول اهمية جبهة نهم العسكرية يقول: تعتبر نهم الجبهة الوحيدة المتاخمة لصنعاء والبوابة الرئيسية للعبور الى العاصمة صنعاء وهي اقرب الجبهات لها والتقدم عبر هذه الجبهة صوب صنعاء سيجبر المليشيا الانقلابية المتمردة على الشرعية القبول بالمرجعيات الثلاث وقرارات مجلس الامن الدولي.
واكد الناطق باسم الجيش الوطني ان جبهة نهم ستشكل مفتتحا لدخول قوات الجيش الوطني وتوغلها الى محافظات عمران وصعدة واجزاء من محافظة الجوف عبر مديرية ارحب.
ومن الاهمية العسكرية لجبهة نهم بحسب العميد مجلي فان طوق صنعاء القبلي الذي يحيط بها في هذه المنطقة والذي ينحاز في غالبيته مع الشرعية والدولة سيتحول الى طوق خانق على المليشيا الانقلابية.
تحول تكتيكي:
وبعد ان ظلت جبهة نهم خلال الفترة الماضية جبهة استنزاف مستمر للمليشيا الانقلابية وتلقت فيها هزائم وخسائر موجعة بنيران قوات الجيش الوطني ومقاتلات الجو التابعة للتحالف العربي، تنتقل اليوم المعركة في نهم من خلال العملية الاخيرة الى طور جديد.
وتفيد المؤشرات والمعطيات الميدانية ان قيادة الجيش الوطني تنتقل من خلال العملية الاخيرة في نهم الى معارك الحسم والزحف على اكبر نطاق واسع يحيط بالعاصمة صنعاء تتمكن من خلاله اسقاط معاقل استراتيجية توظفها المليشيا الانقلابية في ادارة معركتها ضد الدولة والشرعية.
ويرى خبراء عسكريون ان معركة الشرعية في محيط صنعاء باتت اسهل بكثير مما كانت عليه من قبل حيث تجاوز الجيش الوطني اهم العوائق والتحديات المتمثلة بطبيعة الجغرافيا الجبلية الوعرة للمنطقة، الامر الذي بات معه تمدده نحو صنعاء والمناطق المجاورة لنهم اكثر سهولة.
ويوضح العميد مجلي ان الجيش الوطني بات يمتلك كثيرا من نقاط القوة في ادارته وتحكمه بالمعركة هذا اضافة الى المساندة القوية من مقاتلات التحالف العربي والروح المعنوية العالية التي يتحلى بها الافراد وعدالة القضية في الدفاع عن الدولة واستعادتها وانهاء انقلاب المليشيا وثقتهم الكبيرة بقيادتهم الشرعية.
وحول الانتصارات الاخيرة التي حققها الجيش الوطني في نهم قال ناطق الجيش “تحقق الانتصارات الاخيرة في نهم الاقتراب من مديرية ارحب ومن العاصمة ومواقع وثكنات المليشيا الانقلابية في محيط نهم اضافة الى قطع طرق الامداد التي كانت تستخدمها المليشيا الانقلابية.
وتابع مجلي “كما تكمن اهمية الانتصارات التي حققها ابطال الجيش الوطني في هذه الجبهة المحورية في نزع الكميات الهائلة من الالغام والمتفجرات والعبوات الناسفة التي زرعتها المليشيا الانقلابية في الطرقات وبالقرب من المزارع والابار الامر الذي سوف يمهد لعودة السكان الذين هجرتهم المليشيا الانقلابية من مناطقهم ومنازلهم جراء حربها العبثية.
واشار مجلي في حديثه الى استمرار قوات الجيش الوطني بعملية استنزاف المليشيا الانقلابية في المعدات والاسلحة والافراد والتي اعتبرها “من الاهميات الاستراتيجية التي تحققت من خلال الانتصارات المتوالية في جبهة نهم”.
وبين العميد مجلي ان الانتصارات النوعية التي حققها الجيش الوطني في نهم سوف تشكل دافعا معنويا لكافة الجبهات القتالية كي تحذوا حذو هذه الجبهة بعملية متوازية، حيث ان نهم تلتحم مع عدة جبهات كجبهة صرواح وستحقق التحاما مع جبهة الجوف عبر مديرية ارحب.
وتطرق مجلي الى كافة الانتصارات التي حققها الجيش الوطني في الجوف وتعز، وشبوة وميدي. مؤكدا ان الايام المقبلة واعدة بالمزيد.
ومع توسع معركة الجيش الوطني في نهم مع المليشيا الانقلابية بات سكان المديريات المجاورة لها في ارحب وبني حشيش وبني الحارث وهمدان وعيال سريح في عمران يعيشون اجواء المواجهة المحتدمة التي تشكل بارقة امل للكثيرين من سكان هذه المناطق في الخلاص من كابوس المليشيا الانقلابية الجاثم على صدورهم.