سيناريوهات 11/11 في مصر: ثورة أم فقاعة ؟

- ‎فيتقارير, عربي ودولي
تتصاعد النبرة المعارضة الغاضبة من سياسات النظام المصري, وقد بات من المعتاد أن يسألك عامل أو حرفي بسيط هل أنت نازل 11/11؟

ويبدو أن شرارة الاحتجاجات هذه المرة تنتشر من الأسفل، عكس الدعوات التي كانت تأتي من أعلى في السابق، حيث كيانات سياسية منظمة تدعو أنصارها إلى التظاهر في أوقات توافق ذكريات ثورية مختلفة يتظاهر فيها عشرات الآلاف دون تغيير جذري على الأرض.

من جانبها, تروج وسائل الإعلام القريبة من النظام وكتائبه الإلكترونية أن الدعوة إلى النزول وراءها جماعة الإخوان المسلمون، مستدلين على أن الموعد المضروب عبارة عن أربعة آحاد، بما يرمز لعلامة “رابعة”.

بالمقابل، فقد دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب في بيان نشره على مواقع التواصل “كل المصريين إلى المشاركة فيها بشكل فعال ومؤثر استعدادا لغضبة ثورة يناير/كانون الثاني 2017 الكبرى”.

أما الرئيس عبد الفتاح السيسي فقد توقع في حديث للصحف “بفشل المظاهرات المزمع خروجها الشهر المقبل، نتيجة وعي المصريين”. ورغم ذلك تستبق الأجهزة الأمنية الأحداث بحملات اعتقالات واسعة للناشطين.

شكوك
وفي رأي القيادي في حركة 6 أبريل شريف الروبي أنه “لا توجد ثورة بمواعيد مسبقة، ولا تسمى قبل حدوثها بثورة الغلابة”، معتبراً أن “انطلاق الدعوة من خارج مصر وخاصة من الإخوان الموجودين في تركيا، مدعاة للتشكيك فيها”، ويضيف “يضاعف الشك ذلك الهياج الإعلامي الرسمي المنظم ضدها، كما أن ثمة اتفاق غير مباشر فيما يبدو بين الإخوان وأنصار وبقايا دولة مبارك، مع بعض أطراف الدولة العميقة على إخلاء الكرسي لمغانم خاصة، ولا يريد أيهم التقدم لمصر”.

واستدرك بالقول “نحن كحركة خارج تلك اللعبة، ولكن نؤكد دوما أن الحركة مع أي تظاهر سلمى ضد أي ظالم، ونحن في طليعة الشعب عندما يريد الخروج وإسقاط الظلم”. كما أكد أنه لا يوجد تنسيق ولا رؤية ولا برنامج لسيناريو ما بعد سقوط نظام السيسي.

القبضة الأمنية المشددة تحاصر الجماهير أينما تجمعوا خوفا من تكرار سناريوهات يناير 2011 (الجزيرة)

 فشل
يعتقد المحلل السياسي أسامة الهتيمي أن الدعوة للاحتجاجات “لا تستند إلى دوافع أيديولوجية”، إذ هي جاءت احتجاجا على تردي الوضع الاقتصادي ومن ثم فهي لا تعبر عن المعارضة التقليدية ولا ترفع شعاراتها أو مطالبها، وبالتالي فإن محاولة استغلالها من قبل المناوئين التقليديين اعتراف ضمني بفشل حراكهم. كما يرى الهتيمي أن رهانهم عليها “إدانة صريحة لهم” لأن ذلك يعني أنه كان بمقدورهم حسم الصراع ومع ذلك فقد تأجل كل هذه المدة.

كما يعتقد الهتيمي أيضا أن المستفيد الأكبر من الدعوة هو النظام السياسي لإدراكه أن الواقفين خلفها ليسوا قوى سياسية مؤثرة ذات شعبية، وأن حدود التجاوب معها لن يثير المخاوف خاصة وأن الأجهزة الأمنية اتخذت استعداداتها القصوى. في الوقت ذاته، لم يتوان النظام عن التهديد الصريح لكل من تسول له نفسه المشاركة في الاحتجاجات. ويتوقع أن الفشل المتوقع لهذا اليوم سيدفع النظام لاتخاذ إجراءات أمنية صارمة بذريعة الحد من تحركات الساعين لزعزعة الاستقرار، وبدعوى الاستجابة لتأكيد ثقة الشعب في القيادة بعد أن أحبط الشعب مخططات هذه الشرذمة بإحجامه عن تلبية دعوة 11/11.

من جانبه، يرى المحلل السياسي تامر وجيه أن من يصلح للدعوة إلى احتجاجات واسعة النطاق لابد أن يكون شخصا أو قوة سياسية مؤثرة. ويضيف أن “الدور السياسي الحقيقي لأي قوة منظمة أو أي جماعة ناشطين يجب أن تتمثل في محاولة تعويض نقص البديل السياسي الناضج”.