الكوليرا تجمعنا..!

- ‎فيكتابات

قد يكون العنوان غريباً، لكنها الحقيقة،  فهذا المرض الكلاسيكي،  والذي قضى عليه العالم منذ عقود يعود مجدداً ويخطف الأنظار إليه،  إذ يسلط عليه الجميع باحثاً عنه ومكتشفاً عن تواجده، فهو لم يستثن أحداً، غزا المتقاتلين والفرقاء والفئة الصامتة, غزا القادة والزعماء,. إلى بروجهم ومدنهم وكهوفهم.. وهاجم البسطاء والمقتدرين معاً جمعهم على سرير واحد أو طارود مشترك،  إما في مشفى عام أو خاص،  مستوصف أو عيادة لطبيب مبتدئ..
 
انتشر في صنعاء،  وفي ذمار،  وحتى صعدة،  ناهيك عن المحويت والحديدة،  حيث سلطة الانقلاب،  الأمر نفسه،  في عدن والجنوب، حيث الشرعية،  او سلطة المجلس الانتقالي،  التي تعض على المؤسسات وآثاثها بالنواجذ،  وتركت المشافي ينخرها المرض والبلى والغلى والحمى،  فالألف المقصورة في عدن،  تصل بك إلى اللعن والسب والطرد، وكذلك الممدودة ووراءها همزة كحبل تلتف على أفواههم ورقابهم الباحثة عن كهرباء ودواء وماء وغذاء.. وجدت الكوليرا مكاناً في أجساد الناس،  غنيهم وفقيرهم،  أما في تعز والتي غدت مقلباً كبيرا للقمامة، أجبرت الفصائل كلها على التصدي له وإزالة أسبابه.. والإعلان عن يوم كامل لمقاتلته في حاضنته وبين حاشيته وجنوده السود،  حيث البعوض والفئران والزواحف صغيرها وكبيرها..
 
قبل أيام عناصر من كتائب “أبو العباس” تهاجم طقماً عسكرياً، وتستولي على مواقع يتمركز فيها جنود من اللواء 17 مشاة، أصيب جندي،  وأعلن الاستنفار في المدينة المنكوبة، قبلها بأشهر سيطرت على مباني حكومية من يد مقاتلين آخرين،  اليوم التقوا جميعاً والتفوا على مكنسة واحدة وقلب رجل واحد أخافته الكوليرا فقط.. لسان حالهم: تأبى المكانس إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت آحادا..