ضحاياكم نحن!

- ‎فيكتابات

يبدو بعض الكتاب في حالة انقسام، ويعيشون فوضى كبيرة في الافكار والمشاعر تجعلهم غير قادرين على تحديد موقف حاسم من قضايا مفروض تكون واضحة بالنسبة لهم.
أحد الزملاء كتب منشوراً حول قصف صعدة، يقف فيه وسط الحطام ناعياً تحولنا الى مايشبه الشامتين إزاء قصف المناطق والأمكنة، فقط لكونها منبت العدو.

 

وأعتقد أن الطوباوي لا يمكن إلا أن يمارس الهرب من الواقع نحو مزيد من المثاليات والتصورات المجاوزة والتى تنتهي إلى إدانة الضحايا وترتيب كامل المسؤلية عليهم.
الأمر ببساطة مسؤلية من يملك القدرة على ممارسة كل هذه الشرور، أولاً مسؤلية من رشح البلد لكل هذا الخراب..

 

أنت صادرت حقي في رفض عنفك وسلبتني إمكانات مواجهة رعونتك بصور سلمية.. أنت قررت أن تهدم كل شيء، بما في ذلك إنسانية المجتمع الذي تحاول الآن اللواذ بمشاعره المنكرة لعنف الاخرين وهو قيد الانسحاق وأنت تدوس على كرامته بصلف وغرور وعناد.. أنت أغرقت البلد في دوامة العنف هذه.
أنت صنعت منا ضحايا لا يملكون سوى نقمتهم، ومن الغريب أن تطلب منا أي تعاطف أو إدانات لما يفعله فلان أو علان، لم تدع لنا فائضاً من إنسانية، ولم تترك لنا مجالا لادعاء السوية.

 

الزملاء الاعزاء نحتاج إنسانيتكم في جهات كثيرة دمرتها حشود الخراب، ولم يحن الوقت بعد كي تغادروا موقع الضحايا.
لا أدري كيف أطالب رجلاً فجر الحوثيون منزله للتو بأن يسمو فوق مسكنه المدمر وكبريائه الموزع في فضاء الفاجعة ليدين مايحدث من قصف لمواقع الحوثيين لاعتبارات أخلاقية وإنسانية.

 

فكرة لواذ القاهر بالمقهور واستنجاد الجاني بالضحية من أبشع المآلات التى جسدها صالح من قبل، والحوثيون الآن بصورة تدعو للإتعاظ.