مخطئ من ظن يوما ان للثعلب دينا

- ‎فيكتابات

كتب/د. عبدالله حسن

كان الامر سيبدو غريباً لو انهم أوفوا بالعهود وسلموا الميناء، لو انهم تمسكوا بالمثل القائل ان ” الرجال تحبل بلساسينها” , ولكن أن يستهتروا بوعي الناس بما فيهم مندوبي الامم المتحدة بمختلف مسمياتهم ووظائفهم، ويسلموا الميناء لاتباعهم, فهذا ليس بغريب على نمط تفكيرهم، وقد كانت لديهم فكرة اخرى كثيراً ما حاولوا تقديمها في السويد لمناقشة الملف السياسي, تتمثل بتشكيل حكومة من مختلف الاحزاب وبعدها يسلموا الاسلحة, وبرغم ان هذا بيان ختامي او نتيجة وليس تفاوض، الا انه يثير الاستغراب لماذا هذا الشرط ؟

هل لانهم قد فرخوا من التنظيمات السياسية ما يكفي لعمل واجهة ديمقراطية والاستئثار بالأغلبية المطلقة،  وهل تلك احزاب حقيقة وهي على شاكلة حزب الحق الذي يشغل فيه حسن زيد وظيفة الرئيس والاعضاء ولا يوجد احداً غيره، يقوم حتي بأعمال السكرتارية حاملا الختم في جيبه لدمغ البيانات والتنديدات التي يصدرها في اي وقت أو مكان كان، وحينما يجد ان تنديده الشخصي باعتباره عضواً في الحكومة لا يكفي، وقد يصدر بيان آخر باسم احزاب اللقاء المشترك اذا سيرضي ذلك اسياده, أو تتطلبه المصلحة العليا للدولة ” الاسلامية “.

هل هم فعلا حريصين علي اشراك المجتمع بمختلف تنظيماته السياسية، وكيف اقتنعوا بذلك وهم انفسهم لا يؤمنوا بالعمل الحزبي، وانما يمارسوا فوضويتهم كمليشيا متوحشة تدعي الحق الالهي، وتسعى الى ادخال وتكريس مفهوم ولاية الفقيه، ثم أن الحرب القائمة والتي دمرت اليمن، ليست الا نتيجة لانقلابهم علي الدولة وعلي كل مظاهر الديمقراطية بما فيها مخرجات الحوار التي وقعوا عليها الي جانب مختلف المكونات السياسية، فلماذا الآن ؟

هل يعتقدوا بأن الشعب اليمني سيُلدغ من ذلك الجحر مرتين، وأنه سيصدق تظاهرهم بتبني قضايا وهموم الوطن، وهم الذين تظاهروا بالنضال لرفع اعباء الجرعة، وبعدها لم يرى اي خير،  صُودرت المرتبات وفُرض الخمس والمجهود الحربي، وكَثُرَت المطالبة بدعم الجبهات بالمال والرجال، هذا بالإضافة الي ما ترسله الاسر من القوافل للعزاء وفي الاربعينيات تكريماً وحزناً علي ابنائهم، وكنوع من الشعور بالذنب للتفريط بهم، وبهذا تحولت اليمن الى مأتم يعلو فيه النواح وجلد الذات علي آلاف الشهداء وعلي الحسين.

عن اي فترة انتقالية يتحدثوا وماذا سيعملوا فيها، اذا كانوا في حكومة انقاذهم غير الانتقالية قد اوغلوا في تغيير كل شيء، المناهج والدين وحتي الالوان، اذا كانوا قد تعاملوا وفقاً لقاعدتين متناقضتين، الاولي سعيهم المحموم والمتسارع الي طمس الهوية وبناء الدولة العميقة كأنهم سيخلدوا ابدا. والثانية نهبهم للمال العام والخاص بلا رحمة وكأنهم سيموتون غدا. وكل هذا وكما يدعوا  ليس الا ” لحماية الارض والعرض”. اخيرا هل هناك من لازال يصدق اكاذيبهم ام  انهم قد اقنعوا الجميع بخطاء من ظنَّ يوماً أن للثعلب دينا؟