دماج .. وداعا يا آخر الأقيال

- ‎فيكتابات

بقلم / علي محمود يامن

ودعت اليمن في الشهر الاخير لعام المآسي هذا الذي اوغل في دماء اليمنين وابى ان يرحل الا بزهرة النبل فينا وقيل اقيالنا احد اصلب رجالات الوطن واكثرها حنكتا واباء وشموخ.

انه القيل اليماني والتبع القحطاني المناضل السبتمبري الحر الشيخ / محمد بن حسن دماج احد اعلام اليمن السامقة وجبالها الشم العرانين الذي جمع المولى تعالى له من صفات الريادة والشهامة والشموخ مايندر ان يجتمع في شخص واحد الا على فترات متباعدة من الزمن انه احد فلتات التاريخ وعظماء الدهر وصناع المجد السبتمبري العظيم.

وليس على الله بمستبعد

ان يجمع العالم في واحد

دماج كان ارادة قدت من صخر وروح نسجت من طهر وقلبا مشع بكل معاني الحب والخير والعطاء .

دماج القيل اليماني الحر والقمة السامقة اباء وعلوا وسمو.

كان رحمة الله عليه منظومة متكاملة من القيم الوطنية والانسانية والعروبية الاصيلة.

هو في عالم السياسية استاذا للفطنة والدهاء المبصر وعقلا مكتمل البنيان للفهم السليم وفؤدا ناضج التفكير مبدع الحل للكثير من معظلات الحياة السياسية وتعقيداتها المتشابكة.

يمد جسور التواصل ويمتن عرى التوافق ويشيد مداميك الثقة مع كل شركاء الوطن ورفقاء العمل السياسي اث واقطاب البناء الاجتماعي واعمدة الخيمة القبلية الراسخة الجذور في مجتمع القيم القبلية الاصيلة الممتدة في اغوار التاريخ اليمني الضارب جذوره في عمق الزمن .

دماج المعرفة والثقافة والذاكرة الوطنية الجمعية هو اية من ايات الله

حباه الله سعة في المعرفة والماما بالاعراف ودراية بالانساب وذاكرة حديدية للاشخاص والمعالم والاحداث ان رسخت في ذاكرته فقد نحت اسمك وذاتك في صخر سبائي يستعصي على عوامل الزمن و ممحات الملمات .

هو الاداري المحنك الذي ابدع في كل موقع تسنم فيه المسؤولية وحمل على عاتقه استحقاق الانجاز الوطني والمجتمعي وقد كان كل ذالك عطاء وتميز .

هوالقيل المجتمعي والقائد السياسي والوطني الذي ينحت في العقول والاذهان كل معاني العزة والفداء

يسكن القلوب والعقول والافئدة دون استاذان لا يحتاج الى تاشيرة عبور او يلزمه كثير، جهد وعنا.

شرفت بالعمل معه فترة قصيرة من الزمن لكنها كانت بالنسبة لي عمرا مديدا من المعرفة والتجربة والخبرة واستلهام الكثير من معارف الزمن و احتياجات المراحل من استاذا فاق زمانه واقرانه يغرس في النفوس اجمل القيم وفي العقول اهم المعارف وفي الوجدان روح حية تلازمك حتى الممات .

انه الفارس الذي ظل واقفا شامخا حتى وافاه الاجل

انه الرجل الثمانيني الذي لم تهزه عاتيات الزمن ونوائب الدهر

او تخصم من رصيده الوطني والقيمي مغريات السلطان او سيوف الطغاه

هزم الطغيان والجبروات فتى يافعا وقارع الفساد والتغول المستبد شابا صلبا ومارس العمل الوطني والعطاء الانساني رجلا مكتمل الصفات وصمد في وجه الجبروت كهلا كجبل اشم لا تحنيه الرياح ولا تفتته زلزال الملامات وقاسيات الاحداث الجسام.

لا تتسع المساحة التحريرية للوقوف على عظمة وسمو وريادة هذه الشخصية التاريخية لكن ما لا شك فيه ومن الله نرجوه ان يكون لها رصيد بالغ القيمة عند ملك الملوك فهو وحده المعطي والمعز والمجزي

رحمات ربي عليك يا اخر الاقيال ويا انبل رجالات اليمن و اعز ثروات الوطن

حفظ الله اليمن من كل سوء ومكروه…