الشيخ العيسي:العمل الوطني ليس له حدود ولا خلاص لليمنيين إلا بإسقاط الانقلاب الحوثي

- ‎فيحوارات وتحقيقات
الشيخ احمد صالح العيسي

يرى رجل الأعمال ورئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم الشيخ أحمد صالح العيسي، أن “استمرار البنية الحزبية في اليمن، وتعافيها، مهمّ جداً، وسبب رئيس من أسباب النصر، ودحر الانقلاب، واستقرار البلد”.

واستدرك العيسي في حوار مستفيض أجرته معه شهرية “المنبر اليمني” بالقول: “صحيح، أمامنا تركة ثقيلة من الانهيارات، وما يستتبعها من متطلبات. لكن بالنظر إلى تجارب مماثلة، ومشابهة لما حصل في اليمن يغشانا الأمل والتفاؤل والعزيمة، والإصرار على أن نستمر في هدم وإسقاط الانقلاب الحوثي، والقضاء على بؤر الإشكالات، ومعالجة أسبابها ونتائجها”.

وأكد أنه لا خلاص لليمن ولليمنيين إلا بإسقاط الانقلاب الحوثي، وإيقاف التدخل الإيراني في اليمن.

إلى تفاصيل الحوار الذي تعيد نشره “المنبر برس “:

مرحباً بك الشيخ أحمد العيسي ..

اسمح لنا في البداية في سؤال شخصي..

أين يجد الأستاذ أحمد صالح العيسي نفسه؟ في الأنشطة الشبابية والرياضية؟ أم في التجارة والاستثمار؟ أم في السياسة؟

العمل الوطني ليس له حدود، ولا يقف عند سقف معين، ولا مسار واحد له، ومن لديه الرغبة والاستعداد في العطاء والأداء فالمتاحات والميادين كثيرة، .. أنا أجد نفسي عندما أقدم لوطني ما يخدمه في أي مجال، وهذه المجالات لا تنفصل عن بعضها، خاصة لو جاءت في إطار وطني، وسياق مضبوط، يهدف لمواجهة مشاريع السوء، والفوضى، والتدمير.

 

ما حققه المنتخب اليمني من نتائج مؤخّراً أشعر اليمني في كلّ مكان أنه قادر على الإنجاز… حدثنا عن هذا المنتخب وإسهاماتكم في نجاحاته؟

هذا بفضل الله عز وجل ثم بتضافر جهود الجميع رغم كل التحديات والمعوقات التي واجهتنا، وكنا أمام محطة تاريخية كل خياراتنا فيها بالغة الصعوبة، فاخترنا أن يستمر المنتخب، وأن نلم شتاته، ويستمر العمل، والحضور، والمشاركات الخارجية.

قررنا ذلك والمنتخب لا يملك شيئاً يذكر؛ مادياً ولا لوجستياً، وخضنا التحدي، وتحققت هذه الإنجازات.

اليمن زاخرة وولادة ومعطاءة في كل المجالات، وهذا ما وجدناه نحن والمنتخب وقيادة الاتحاد اليمني لكرة القدم، ونحن نتجاوز الحواجز، ونحطم جدران الإحباط واليأس.

بالنسبة لإسهاماتي فهي في الدعم والتمويل المالي والتشبيك والعلاقات الخارجية، والاستفادة منها في خدمة المنتخب، وتحمل القيادة مع زملائي في إدارة الاتحاد اليمني لكرة القدم.

وستتحدث الإنجازات عما قدمناه أكثر من استعراضنا لذلك.

 

من وجهة نظرك كرجل أعمال ناجح؛ كيف ترى المستقبل الاقتصادي اليمني؟

المستقبل الاقتصادي لليمن واعد من حيث الموارد الطبيعية، وموارد الخدمات كثيرة ومتنوعة، والمورد البشري ضخم وحيوي، الذي يعيق اليمن في الاستفادة من إمكاناتها هي المشاريع الصغيرة والفوضوية، والأجندة البائسة ذات الطبيعة المصلحية الخاصة والضيقة.

السلام والأمن يؤدي للاستقرار، والاستقرار -كما يقال-: يؤدي للتنمية، والتنمية تؤدي للنهضة. هذه السردية نحن بحاجة إليها، ومتى ما تم تفعيل العقل السياسي، والاجتماعي الناضج؛ فاليمن مؤهلة، وستكون عضواً مهماً، ومفيداً في الإقليم، والمجتمع الدولي، وستكون هناك مصالح كثيرة لليمن مع محيطه، وكذلك مصالح للآخرين في اليمن على أساس المنافع المشتركة، وفق رؤى الاقتصاد السياسي العالمي الموحد المُتَخادم.

 

يعني هل في الإمكان تعود الحياة للاقتصاد اليمني؟

اليمن مرشحة ومؤهلة لتكون بلداً اقتصادياً متقدماً، لكن التعافي الاقتصادي يحتاج رؤية، وبرنامجًا، ودراية، وإدارة دقيقة. وستسهم اليمن حال تعافيها، واستقرارها في إثراء الاقتصاد الإقليمي والدولي بشكل فائق.

صحيح أمامنا تركة ثقيلة من الانهيارات، وما يستتبعها من متطلبات. لكن بالنظر إلى تجارب مماثلة، ومشابهة لما حصل في اليمن يغشانا الأمل والتفاؤل والعزيمة، والإصرار على أن نستمر في هدم وإسقاط الانقلاب الحوثي، والقضاء على بؤر الإشكالات، ومعالجة أسبابها ونتائجها، وواثقون تماماً أننا سنقدم صورة ناصعة مذهلة في كيفية تجاوز العثرة التي وقعنا فيها.

 

ما اشتراطات تلك النهضة برأيك؟

التعافي في الوضع الراهن مهم جداً، ثم التخطيط، والإدارة المعرفية، والأداء الراشد، والإرادة الصلبة؛ اشتراطات مهمة. الاستقرار السياسي بإسقاط الانقلاب الحوثي الذي تسبب في كل هذه الكوارث، والولوج إلى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل.

تطبيع الأوضاع، وتطويع العلاقات البينية اليمنية، والعلاقات اليمينة الخارجية، وتصويب كل الاختلالات والأخطاء، وحشد رأس المال الوطني المادي والبشري الصادق؛ في الداخل، والخارج، للإسهام في تحقيق ما يطمح إليه اليمنيون.

 

وكيف تقيّم أداء الحكومة في عدن وبقية المحافظات؟

عند تقييم أداء الحكومة؛ لابد من الأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل، منها: التحديات، والظروف التي تعمل فيها الحكومة، وطبيعة التركيبة الحكومية، وجملة من المعايير، لكن بشكل مختصر؛ هناك نجاحات تحققها الحكومة، ويجب عليها السعي الجاد لتجويد وتحسين عملها، وتحديد مصفوفات العمل، وترتيبها وفق سُلّم الأولويات، وتلافي الأخطاء، والسلبيات، والقصور، ومحاربة الفساد، بشكل جاد وقوي، وفي كل المستويات والأطر.

 

أقصد هل هذا الأداء يسرّع في عملية التعافي الاقتصادي والأمني وغيره؟

التسريع في عملية التعافي يحتاج السبق بخطوة، وأقصد بالسبق: العمل المنظم وفق خطط، ودراسات، ووثبات، واستشعار الظرف الذي تعمل فيه الحكومة.

 

كيف تنظر لدور المملكة العربية السعودية والتحالف العربي؟

دور رائد، وقائد، والأشقاء في المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، يدركون جيداً أهمية الملف اليمني، وينطلقون من منطلقات الإخاء، وواحدية القضية، والمصير المشترك، والتحديات التي تستهدف الكل.

ولا شك أن لديهم إلمامًا بكافة التفريعات، والتفاصيل، والزوايا، والتعقيدات، ولديهم الاقتدار الكامل على تجاوز ما يمكن أن يعيق، أو يتحدى الإرادة، والمشروع.

الأشقاء في السعودية يتفهمون طبيعة التركيبة اليمنية وتنوعاتها، ويعملون على تطبيع وتطويع كل متعرجات المسار.

 

كونك قياديا بارزا في المؤتمر الشعبي العام لماذا بنظرك لم تستطع قيادات ومشايخ ومسؤولو المؤتمر قلب الطاولة على الحوثي بعد مقتل صالح؟

المؤتمر الشعبي العام حزب وطني، صاحب رصيد ضخم من النضال، وكما توجد تحديات ومعوقات أمام كل القوى الوطنية، لدينا في المؤتمر صعوبات، ولا ننسى كمية الخلافات التي حصلت، ورغم ذلك لم يتصدع المؤتمر، ونسعى مع كل زملائنا في قيادة المؤتمر لرص الصفوف، وتوحيد الرؤى، ورسم المسارات، وتجاوز نقاط الخلاف. كل ذلك بدعم فخامة رئيس الجمهورية المشير الركن عبدربه منصور هادي.

نحن في المؤتمر نتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية الوطنية والتاريخية وهكذا الأخ الأكبر دائماً، ونرى أن استمرار البنية الحزبية في اليمن، وتعافيها، مهمّ جداً، وسبب رئيس من أسباب النصر، ودحر الانقلاب، واستقرار البلد؛ وهذا ما نلمسه كذلك من نظرائنا في المنظومة الحزبية، وما نتطلع إلى أن يكون قناعة عند من يهتمّ بالملف اليمني من الأشقاء، والأصدقاء.

 

يعني لو كنت مكان يحي الراعي، (رئيس مجلس نواب) أو غيره من القيادات ماذا كنت ستصنع؟

الظروف التي يعيشها زملاؤنا في قيادة المؤتمر الذين في صنعاء ظروف صعبة، وعليهم ضغط كبير من المليشيات، وواقعهم يجبرهم على هذه المواقف إجباراً، وهم غير مقتنعين بما يقومون به، وأنا لو كنت مكانهم ربما سيكون وضعي مثلهم؛ مع أن لكل شخص خياراته الخاصة به للخروج من الضغط، وتجاوز المخاطر.

لكن بكل تأكيد أنهم لن يتخلوا عن دورهم الوطني النضالي الرائد وعن كفاحهم، وسيرفضون كل مشاريع الانقلابات والفوضى.

والمؤتمر الشعبي العام؛ ربان سفينة الوطن، وأؤكد لك أنه لن يحيد عن مكانته الوطنية العالية، ودوره النضالي الصادق.

 

كيف وقع صالح فريسة سهلة للحوثي  في يومين بنظرك؟

ما حصل في اليمن منذ سقوط العاصمة صنعاء في يد الانقلابيين يحتاج إلى دراسة وتشريح، وتقدير، وبعضه تم فهمه، والبعض لا يزال غامضاً.

سقوط صالح  -رحمه الله– أحد هذه المفردات في سياق قضية معقدة وشائكة لا خلاص منها إلا بإسقاط الانقلاب الحوثي، وإيقاف التدخل الإيراني في اليمن.

 

 الحوثي ذراع إيران في المنطقة يلعب على التباينات الموجودة في الساحة اليمنية، وبالأخص السياسية منها. رسالتك للمكونات السياسية والاجتماعية والقبلية في هذا الخصوص؟

ليس الحوثي فحسب؛ بل كل الشياطين، والحاقدين، والأغبياء؛ يحاولون اللعب على التباينات الداخلية بيننا كيمنيين؛ لكن اليمن مغارة، وحفرة قابضة، وقاضمة لكل صاحب مشروع، أو نوايا سيئة تجاهها. اليمن: محبة، وسلام، وشراكة، وتعاون، لكل محب، وصادق، ومخلص معها.

نحن كيمنيين نعرف طريق خلاصنا جيداً ونقوله لكل من يمدّ يده إلينا لمساعدتنا، وإن لم يستمع ويتفهم سيتعب، ثم يضطر بعد إرهاق وتبديد جهود إلى أن يستمع ويتفهم.

أما القوى اليمنية: سياسية أم اجتماعية؛ رسمية، أم أهلية؛ فقد عركتها الأيام، وعصرتها الأحداث، وهي خبيرة، وجديرة بأن تتحمل العبء الوطني في اللحظة الوطنية الفارقة التي تعيشها. وما عدا ذلك فهذه مشاريع صغيرة جداً، تضيع في الميدان الوطني الزاخر، والوافر والواعي.

وهنا أوجه دعوة للقوى اليمنية لتعزيز اصطفافها، وتماسكها بما يخدم اليمن، والاستفادة مما حصل حين فرَّقتنا التفاصيل والقضايا، ويجب أن نضع نصب أعيننا الثوابت الكبرى، ولا نتجاوزها أبداً؛ لنصل وصولاً آمناً قليل الكلفة إلى ضفة السلامة.

أما الحوثي كطائفة، ومشروع تخريبي، وانقلاب، وجماعة مسلحة؛ فمرفوض تماماً جملةً، وتفصيلاً.

وإيران لا قبول لها في اليمن على الإطلاق، وما قامت وتقوم به مغامرة خاسرة، ومقامرة غبية، سقطت أمام الإرادة الجمعية اليمنية، والنصرة العربية الأصيلة.

 

ماذا عن المشاريع الصغيرة التي تستهدف تمزيق الوطن؟

الهزيمة والاندحار والتلاشي والصغار.

 

رسالتك لأنصار صالح والمؤتمر؟

اليمن أولاً.

 

 رسالة لأبطال الجيش الوطني في الجبهات؟

اصبروا ورابطوا؛ النصر قريب، وسيخلدكم التاريخ. أنتم فخر اليمن وعزها. أنتم أيقونتها وشرفها. أنتم تاريخ المستقبل وعنوان الحاضر، وانعكاس الماضي المتألق.

 

كم تعطي المليشيات الحوثية وقتاً لتصل إلى الانهيار التام؟

هي منهارة .

 

هل تأخر الحسم العسكري بنظرك؟

هناك تقديرات تقول: نعم تأخر.

 

مزيداً من التوضيح؟

سيتم الحسم.

 

كيف تقيم أداء إعلام الشرعية في مواجهة الإعلام الحوثي والإعلام المساند له؟

كل جبهات المواجهة مع الانقلاب جبهات رائعة ووطنية وجيدة، ولا يمنع ذلك من بذل الجهد الأكبر لأجل التميز.

 

هل أنت مع دولة اتحادية من ستة أقاليم؟

أنا مع الوحدة اليمنية ومشروع الدولة الاتحادية وفق مخرجات الحوار الوطني الشامل.

 

ما جدوى الأقاليم اقتصادياً؟

الاستغلال الأمثل للموارد، والأداء الأفضل في الخدمات، والتفعيل الأكمل للقدرات المحلية في كل إقليم، وإيجاد صيغ وإطارات تنظيمية للدولة وأقاليمها، تحشد الطاقات، والوجدانيات على أسس مركبة؛ تسهم في تنمية اليمن ونهضتها. كما أن النظام الاتحادي، والأقاليم، ستعطي فرصة للمشاركة السياسية الواسعة، وتفعيل الإبداعات، واستغلال واستثمار المواهب والطاقات.

 

هل أنت راضٍ عن ما تحقق في اليمن حتى الآن؟ ولماذا؟

نريد اليمن أن تكون أفضل بلد، وراضون بما يتحقق في هذه اللحظة، ونطمح للأفضل في اللحظة القادمة، وهذه المسائل نسبية. والجهود مبذولة، والنضال على أشده، وسنحقق كل خير لبلدنا، وأهلنا إن شاء الله.

*المصدر:المنبر برس