الإمارات تدشن معركة فرض القوة في تعز.. العروس أولاً

- ‎فيتقارير

تعيش مدينة تعز, وسط البلاد المفاجأة بقصف أهم موقع عسكري, (موقع العروس) أعلى جبل صبر, يقول عسكريون إن الضربات الجوية متوقعة, في ظل التجاذبات التي تحاول تصنعها دولة الإمارات العربية, (القطب الثاني) في التحالف العربي, بفرض أجهزة أمنية, تعمل بعيداً عن مؤسسات الجيش والأمن.

وقصفت صباح اليوم طائرات مجهولة يعتقد أنها إماراتية مواقع استراتيجية للجيش الوطني, (اللواء 22 ميكا) دمرت خلالها عتاداً عسكرياً, وقتل عسكريون وجرح آخرون, إضافة إلى مدنيين كانوا بالجوار من إحدى الغارات, إذ أودت بحياة امرأتين وطفلة.

العقيد عبدالباسط البحر من محور تعز اكتفى بالقول إن هناك اتصالات بين قيادة المحور والتحالف في عدن, لمعرفة ملابسات الحادثة, وهي الغارات التي استهدفت موقعا للواء 22 بالجيش الوطني في جبل العروس الاستراتيجي بتعز، أدت إلى تدمير مطار مدني لهبوط الطائرات داخل المعسكر.

وقال البحر الذي يشغل نائباً للمتحدث الرسمي باسم محور تعز, إن الاتهامات لم توجه لأحد حتى اللحظة, وسننتظر حتى نهاية التحقيق بالموضوع الذي كان مفاجئاً وغير متوقع لأهمية الموقع والذي من خلاله يشرف الجيش على كل المدينة, وبإمكانه استهداف مواقع الانقلابيين بسهولة ويسر إذا توفرت الإمكانات.

وتكمن أهمية موقع العروس العسكري، بأنه يقع في جبل صبر المشرف على المدينة بشكل كامل ويعد أعلى قمة جبلية في تعز، وثاني أعلى قمة جبلية في اليمن والشرق الأوسط (حسب مراجع جغرافية). ويقع جبل “العروس” أعلى قمة جبل صبر، جنوب المدينة، ويبلغ ارتفاعه (3200) متر عن سطح البحر، و (1500) متر مدينة تعز.

يرى مراقبون أن استهدافه مبيت, لأنه يشرف أيضاً على الجبهة الشرقية من المدينة, التي تسعى الإمارات إلى جعلها ضاحية خاصة بـ “المدعو” أبو العباس, وهو سلفي متشدد أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية وأجهزة أمن خليجية إدراجه في قائمة الإرهاب مع يمنيين آخرين.

أبو العباس, أعلن في الأيام الماضية تشكيله حزاماً أمنياً في الجبهة الشرقية والأحياء السكنية فيها (الجحملية, الجمهوري, المجلية, صالة, العسكري, ثعبات) ويعد بعضها أجزاء من جبل صبر, مما تكون عرضة للاستهداف من موقع العروس الذي يسيطر عليه اللواء 22 ميكا, ففسر البعض أن الضربات الجوية, كانت تصريحاً واضحاً لمخطط كتائب أبو العباس, وبأنه يعمل وفق أجندة أبو ظبي, التي تريد أن تسيطر على الجانب الأمني في المدينة.

قدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تضحيات كبيرة في بدايات الحرب مع الانقلابيين من أجل السيطرة على (العروس) إذ دارت حول هذا الجبل معارك شرسة، بدأت بفرض حصار عليه من شباب المقاومة من أبناء جبل صبر الموادم.. وبعد أسابيع من الحصار سقط الموقع بيد المقاومة في 30 إبريل 2015.. لكن الانقلابيين شعروا بفداحة خسارتهم لهذا الموقع فظلوا يحاولون العودة إليه وخاضوا معارك ضارية مع المقاومة هناك، خسروا خلالها الكثير من مقاتليهم الذين كانوا يتساقطون أسفل الجبل برصاص المقاومة وهم يحاولون الصعود إليه.. استمرت المعارك ثلاثة أسابيع على أشدها لينجح الانقلابيون من استعادة السيطرة عليه مجددا في 22 مايو 2015.

في منتصف أغسطس الماضي 2015، تمكنت المقاومة من استعادة الجبل وتطهير كافة مديريات جبل صبر بشكل شبه كامل, ومنذ ذلك الحين وحتى الآن ما يزال جبل “العروس” بيد المقاومة، مع محاولات فاشلة يقوم بها الانقلابيون للعودة إليه من الجهة الخلفية (الجنوبية)، حيث يقومون بين الحين والآخر بهجمات في منطقة الشقب.

في وقت سابق سيطرت كتائب أبو العباس على مواقع أخرى لا تقل أهمية كقلعة القاهرة, والتي تشرف على أجزاء كبيرة من المدينة, طردت المقاومة الشعبية منه, وهو الموقع الذي استطاعت المقاومة انتزاعه من يد المليشيا في أغسطس 2015، حين قامت بحملة عسكرية واسعة لتحرير المدينة, وتمكنت حينها من تحرير معظم المواقع الهامة.