الجولة الثالثة من مباحثات السلام تبدأ اليوم في الكويت وسط تحديات كبيرة وتباين في التفاؤل

- ‎فيأخبار اليمن

تبدأ اليوم الاثنين في دولة الكويت الجولة الثالثة من مباحثات السلام بين الحكومة اليمنية من جهة والمتمردين الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح من جهة أخرى، وسط تحديات كبيرة تواجه هذه المباحثات وتباين في نسبة التفاؤل بين نجاح وفشل هذه الجولة من المباحثات.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر يمنية رسمية في اليمن والكويت أن وفدي الحوثي وحزب صالح غادرا العاصمة اليمنية صنعاء نحو الكويت عبر سلطنة عمان، فيما كان الوفد الحكومي قد سبقهم في الوصول إلى الكويت.
وأوضحت أن الأجواء السياسية والعسكرية في اليمن أصبحت مهيأة بشكل جيد لبدء مباحثات السلام في الكويت، رغم الخروقات المحدودة بين الحين والآخر في بعض جبهات القتال وأن الطرفين تجاوزا هذه المعوقات وانطلقا نحو المشاركة في مباحثات السلام بكل جدية.
وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد وصل إلى الكويت أمس مع فريقه الأممي لإدارة الجولة الثالثة من المباحثات اليمنية والتي يعقد عليها جميع الأطراف الآمال الكبيرة في حلحلة الأزمة اليمنية ووضع حد لحالة الاحتراب والاقتتال الدامي الذي تجاوز عامه الأول وسقط خلاله عشرات الآلاف من القتلى والجرحى من الجانبين، أي من القوات الموالية للدولة وميليشيا الحوثي وصالح وبينها الضحايا المدنيين.
وعلى قدر التعقيدات الكبيرة التي رافقت انعقاد هذه الجولة والولادة العسيرة لها، كانت الآمال أكبر في نجاحها في الوصول إلى حلول جذرية للأزمة اليمنية ومنصفة لجميع الأطراف وأن التعقيدات التي رافقتها كانت لإزالة العوائق من طريقها وتمهيد الطريق لإنجاح هذه الجولة من المباحثات اليمنية التي تعد الأهم منذ الجولة الأولى من المباحثات اليمنية التي انطلقت في الربع الأخير من العام المنصرم.
ويعتقد مراقبون أن مباحثات الكويت لن تكون كسابقاتها، وأن كل الأطراف المحلية والقوى الاقليمية والدولة رمت بكل ثقلها لإنجاح هذه المباحثات في الدفع بعملية السلام إلى الأمام والدفع بقوة نحو إنهاء الحرب في اليمن التي أرهقت كل الأطراف اليمنية والاقليمية المشاركة في هذه الحرب بشكل مباشر أو غير مباشر والتي قد تدفع استمراريتها بتصاعد المخاوف نحو احتمالية انزلاق اليمن نحو (الصوملة) والتقسيم إلى دويلات يصعب السيطرة عليها في أهم المواقع الجغرافية المطلة على مضيق باب المندب، بوابة الملاحة الدولية بين الشرق والغرب.
وقال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ «سيكون لدينا الاستعداد إلى الانتقال السياسي على أساس استكمال المبادرة الخليجية إضافة إلى مخرجات الحوار الوطني ولن نستثني أحدا بمن فيهم الحوثيون».
وأضاف الوزير «العالم يتطلع حاليا إلى الكويت لتكون محطة سلام لليمنيين. وسنقدم كل ما بوسعنا للتخفيف عن معاناة الشعب».
وتحدث محمد عبد السلام الناطق باسم الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء والذين تقول دول الخليج العربية إنهم متحالفون مع إيران بنبرة تصالحية كذلك في حديث مع صحيفة الرأي الكويتية السبت.
وقال «مطلبنا هو أن تكون هناك سلطة توافقية في مرحلة انتقالية محددة يتم خلالها البت في كل مسائل الخلاف السياسي». وأضاف «لا يوجد لإيران أي دور في قرارنا السيادي ولسنا أدوات بيد أحد».
وانضمت السعودية وحلفاؤها من دول الخليج العربية للحرب يوم 26 مارس آذار من العام الماضي لمساندة الحكومة اليمنية بعد أن أخرجها الحوثيون إلى المنفى.
ولم تتمكن محادثات الأمم المتحدة في حزيران/يونيو وفي كانون الأول/ديسمبر من إنهاء الحرب التي قتل فيها نحو 6200 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين. وسمحت الحرب لمقاتلي تنظيم القاعدة بالسيطرة على أراض وفتحت طريقا لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ليكون له موطئ قدم في البلاد.
ويشير الهدوء الذي لم يسبق له مثيل والذي تحقق بين الطرفين المتحاربين الرئيسيين والذي بدأ في مارس آذار أن إلى الإنهاك بسبب التكاليف وزيادة الضحايا. واتفق الحوثيون مع السعودية على خفض الهجمات على المملكة في مقابل وقف الضربات الجوية التي تقودها السعودية على صنعاء وتبادل الطرفان السجناء.
وقال أدم بارون الزميل الزائر بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية «هذا يمثل أفضل فرصة لإنهاء الحرب منذ بدئها- تم إحراز تقدم حقيقي».
ومازال مصير علي عبد الله صالح رئيس اليمن السابق الذي حكم البلاد 33 عاما إلى أن أطاحت به احتجاجات الربيع العربي عام 2012 والذي تحالف مع الحوثيين غير محسوم وهذا من شأنه أن يعقد خطط التحول السياسي.
ويشارك حزب صالح في المحادثات لكن الرئيس السابق رفض مغادرة المشهد السياسي اليمني. ويزيد انتشار مقاتلي تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في الجنوب كذلك من صعوبة حل الصراع.
وقال بارون «هناك حفنة من المفسدين المحتملين. في العام الماضي شهدنا انتشار قادة الفصائل الذين يرتبط نفوذهم باستمرار الصراع». ويقول الحوثيون المنتمون للطائفة الشيعية التي قادت مملكة في شمال اليمن لآلاف السنين حتى عام 1962 إنهم يقودون ثورة على الفساد. وأطاحوا بالرئيس هادي من السلطة في سبتمبر أيلول عام 2014 وشكلوا تحالفا مع صالح.
وتتهم الدول العربية في المنطقة الحوثيين بالاستيلاء على السلطة مما يخدم مصالح إيران وقاتلوا لإعادة هادي إلى الحكم.
وشهدت أمس مدينة تعز، وسط اليمن وفقا لمصادر محلية، تظاهرة للمئات من الشبان للمطالبة بالاهتمام بقضية «تعز» في مفاوضات الكويت، والعمل على فك الحصار المفروض على المدينة من قبل الحوثيين وقوات الرئيس السابق، علي عبد الله صالح».
وردد المتظاهرون هتافات منددة باستمرار الحصار المفروض على تعز، رافعين صوراً لعدد من القتلى المدنيين الذين قالوا إنهم سقطوا مؤخراً بنيران الحوثيين وقوات صالح في المدينة، آملين أن تسهم المفاوضات المقبلة في حل الأزمة الكبيرة التي تعيشها المحافظة الأكثر سكاناً في البلاد.
وفي مدينة عدن، جنوبي البلاد، التي اتخذتها السلطات اليمنية كعاصمة مؤقتة، وصلت مجاميع جماهيرية لآلاف المواطنين من عدة محافظات جنوبية إلى هذه المدينة، استعداداً للمشاركة في تظاهرات مساء أمس وتستمر إلى اليوم في ساحة العروض بالمدينة، بالتزامن مع انعقاد مفاوضات الكويت، «للمطالبة باستقلال المحافظات الجنوبية عن المحافظات الشمالية».
يأتي هذا فيما تشهد بقية المحافظات اليمنية هدوء وترقبا حذرا في انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات بين الأطراف اليمنية بالكويت خصوصاً بعد فشل مؤتمرين سابقين للمفاوضات رعتهما الأمم المتحدة في «سويسرا».
يشار إلى أنه من المقرر أن تبدأ يوم غد المفاوضات بين الحكومة اليمنية من جهة، وممثلين عن جماعة الحوثي وحزب الرئيس السابق، علي صالح، من جهة ثانية، من أجل حل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عام.